alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي10

اذهب الى الأسفل

محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي10 Empty محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي10

مُساهمة  جند المرجعية الجمعة يوليو 30, 2010 10:09 am

ما بين يديك أخي العزيز وأختي الفاضلة النص المقارب لما تم بثه على قناة الأنوار الفضائية في شهر جمادى الأولى 1428هـ وما بعده بمناسبة شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام ضمن برنامج "الصديقة الشهيدة" الذي بلغت حلقاته 15 حلقة تتناول سيرة الزهراء (ع) مما قبل الميلاد إلى ما بعد الاستشهاد وهذا ما جاء في الحلقة العاشرة وعنوانها :الزهراء (ع) من الولادة وحتى الزواج

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف المرسلين محمد وعلى أهل بيته الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومبغضيهم إلى قيام يوم الدين
كان حديثنا في الحلقة الماضية عن بعض ما ورد عن أهل البيت في معجزات فاطمة الزهراء (ع)، وقد كنا قد تحدثنا في بعض الحلقات التي مضت عن عالم الزهراء (ع) في عالم الأنوار إلى ولادتها، أما ما بعد ولادتها فسأقسمه إلى ثلاثة أقسام، الأول: سيرتها منذ ولادتها حتى زواجها، والثاني: سيرتها منذ زواجها حتى شهادة النبي (ص)، والثالث: سيرتها فيما بعد شهادة النبي (ص) وحتى شهادتها، وهذه الحلقة سيكون الحديث فيها مخصصا للقسم الأول والمنتهي بزواجها.

فقد الأم وخطاب الرب

هذا القسم مدته تسع سنوات، حيث تزوجت الزهراء (ع) بعد قدومها إلى المدينة بسنة تقريبا، وكان لها من العمر تسع سنوات، أما السنوات الثمانية الأولى منها فقد عاشتها في مكة المكرمة، خمسة منها كانت فيها في كنف أبيها رسول الله (ص) وأمها خديجة عليها السلام إلى أن توفيت وللزهراء (ع) خمسة سنوات من عمرها، فذاقت مرارة فقدان الأم، فقد روى القطب الراوندي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال:
«إن خديجة لما توفيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله (ص) وتدور حوله وتسأله: يا أبتاه أين أمي؟ فجعل النبي (ص) لا يجيبها، فجعلت تدور وتسأله: يا أبتاه أين أمي؟ ورسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرائيل (ع) فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها: إن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، فقالت فاطمة: إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام». (الخرائج والجرائح ج2 ص529 ح4، عنه بحار الأنوار، ج43، ص27)
إن هذا النداء الرباني عن طريق جبرائيل (ع)، وجواب الزهراء (ع) لذلك النداء يوقعان ذوي الألباب في الحيرة، فأن يؤمر رسول الله (ص) بإبلاغ السلام من الله للزهراء (ع) وهي في تلك العمر يدل على جلالة غير عادية، وأن المقام الرفيع للزهراء (ع) كان ثابتا لها من دون أي تأثير للعمر في ذلك، فإن حقيقتها النورانية هي التي تجعلها موضعا لذلك النداء ولاتكون الصورة البشرية مانعا من ذلك، كما لم تكن مانعا فيما وقع من النبي عيسى (ع) حين تكلم في المهد وقال: ﴿ إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ﴾ (مريم/30)، وأن ترد الزهراء (ع) بذلك الرد المملوء معرفة وتسليما، فذات الله سبحانه وصفاته سالمة عن النقص والعيب، وأفعاله سليمة عن الشر بل هي الخير، فما من سلامة في الوجود إلا وهو مبدؤها وإليه منتهاها.

الأم اليتيمة

عاشت فاطمة الزهراء (ع) مرارة فقد أمها، ولكن ذلك لم يمنعها أن تعطف على أبيها وتدافع عنه حتى كناها رسول الله (ص) بـ: «أم أبيها »كما في الرواية عن الإمام الباقر (ع) (عوالم فاطمة الزهراء ص69)، أي أنها صارت بمثابة الأم لرسول الله (ص) في كيفية التعامل معه، وصار النبي (ص) بمثابة الابن في كيفية التعامل مع أمه بما لها من حق الإجلال والإكرام.
وهذا أحد الوجوه التي ذكرت في سر تسميتها بأم أبيها، وهناك وجوه أخرى ذكرها العلماء في موضعها، ومن المؤكد أن مقام الزهراء (ع) هو أرفع من ذلك بكثير غير أن أهل البيت (ع) يطلقون بعض الألقاب والكنى عليها بيانا لحقها عسى أن يدرك بعض الناس بعض مقامات الزهراء (ع) عند الله تعالى.
وفي الحقيقة فإن سيرة رسول الله (ص) وسيرة الزهراء (ع) تشهدان بذلك النوع من التعامل الذي لايكون إلا بين الابن وأمه، وقد ذكرت في بعض الحلقات المخصصة للحديث عن مناقب وفضائل فاطمة الزهراء في كتب أهل السنة شطرا من بعض الروايات الدالة على ذلك، كما في رواية عائشة أن فاطمة (ع) كانت إذا دخلت على رسول الله (ص) قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان رسول الله (ص) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها. (صحيح سنن الترمذي ج3 ص571)
وأزيد عليها هنا ما نقله ابن داود في سننه وأحمد بن حنبل في مسنده، فقد رويا عن ثوبان مولى رسول الله (ص) أنه قال:
«كان رسول الله (ص) إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة (ع) وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة (ع). »(سنن أبي داود ج2 ص291 الباب الأخير من كتاب اللباس باب ما جاء في الانتفاع بالعاج، ومسند أحمد ج5 ص275)
وهنا تعليق لطيف لابن شهرآشوب المازندراني يقول فيه:
"ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله (ص) يفعل معها ذلك، إذ كانت ولده، وقد أمر الله تعالى بتعظيم الولد للوالد، ولايجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى". (المناقب ج3 ص112)
أما تعامل الزهراء (ع) مع أبيها كما لو كانت الأم تتعامل مع ولدها فنجده في أشياء كثيرة، منها في دفع فاطمة الزهراء (ع) الأذى عن أبيها رسول الله (ص) وهي صبية فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وابن أبي شيبة في المصنف وآخرون عن عبد الله بن مسعود، وحاصل ما نقلوه أن رسول الله (ص) كان يصلي عند البيت في ظل الكعبة، وكان أبو جهل وأصحاب له من قريش يقيلون في ظل الكعبة بالجوار من رسول الله (ص)، وهنا نحرت جزور في ناحية من مكة، فقال أبو جهل وأصحابه: أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان (أي ما في أحشائها) يضعه على ظهر محمد إذا سجد، فلما سجد النبي (ص) جاء أشقى القوم فوضعه على ظهر النبي (ص) بين كتفيه، وأخذوا يضحكون ويحيل بعضهم إلى بعض، ورسول الله ساجد لايرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة وهي يومئذ صبية فطرحته عن ظهره وأخذت تدعو على من فعل ذلك، فرفع رسول الله رأسه من السجود، وبعد أن انتهى من التشهد والتسليم دعا ربه وقال:
«اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، ثم دعا رسول الله على سبعة من هؤلاء الذين آذوه وأهانوه من كبار قريش، فقال: عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط، ويقول بعض الراوة أنه نسي اسم الشخص السابع».
قال عبد الله بن مسعود: فلقد رأيتهم قتلى في قليب بدر. (صحيح البخاري ج1 ص66، وج3 ص234، صحيح مسلم ج5 ص180، السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص8، المصنف ج8 ص441)

الزهراء (ع) بعد الهجرة وقبل الزواج

ومن أسمى مناقب أمير المؤمنين هجرته بفاطمة الزهراء (ع) حيث ائتمنه النبي (ص) على ابنته، وفي هذا يقول الشيخ المفيد في الإرشاد:
ومن مناقبه أن النبي "ص" كان أمين قريش على ودائعهم، فلما فاجأه من الكفار ما أحوجه إلى الهرب من مكة بغتة لم يجد في قومه وأهله من يأتمنه على ما كان مؤتمنا عليه سوى أمير المؤمنين عليه السلام، فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها و قضاء دينه وجمع بناته و نساء أهله و أزواجه والهجرة بهم إليه، ولم ير أن أحدا يقوم مقامه في ذلك من كافة الناس، فوثق بأمانته وعول على نجدته وشجاعته، واعتمد في الدفاع عن أهله و خاصته على بأسه وقدرته، واطمأن إلى ثقته على أهله وحرمه، وعرف من ورعه وعصمته ما تسكن النفس معه إلى ائتمانه على ذلك، فقام علي (ع) به أحسن القيام ورد كل وديعة إلى أهلها وأعطى كل ذي حق حقه، وحفظ بنات نبيه "ص" وهاجر بهم ماشيا على قدميه يحوطهم من الأعداء، ويكلؤهم من الخصماء، ويرفق بهم في المسير حتى أوردهم عليه المدينة، على أتم صيانة وحراسة ورفق وأحسن تدبير، فأنزله النبي (ص) عند وروده المدينة داره، وأحله قراره، وخلطه بحرمه وأولاده، ولم يميزه من خاصة نفسه، ولا احتشمه في باطن أمره وسره.
وهذه منقبة توحد بها من كافة أهل بيته وأصحابه، ولم يشركه فيها أحد من أتباعه وأشياعه ولم يحصل لغيره من الخلق فضل سواها يعادلها عند السبر، ولا يقاربها على الامتحان، وهي مضافة إلى ما قدمناه من مناقبه الباهرة بفضلها القاهرة بشرفها قلوب العقلاء. (الإرشاد ج1 ص53)
وتذكر بعض المصادر أن أمير المؤمنين (ع) عندما أراد الهجرة من مكة المكرمة خرج في وضح النهار وصعد على الصفا ونادى: «يا معشر قريش إني خارج غداة غد بالفواطم فمن أراد منكم أن يتبعني فليفعل» ، ثم نزل وصعد على المروة وفعل مثل ذلك، فلما أصبح الصباح حمل الفواطم (والمقصود بالفواطم: فاطمة الزهراء وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين وفاطمة بنت الزبير، وقيل فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب) وسار قاصدا إلى المدينة. (شجرة طوبى ج1 ص65)
أما بعد ورودها المدينة فقد روى محمد بن جرير الطبري الإمامي بسنده عن ابن عباس، أن فاطمة الزهراء (ع) لما هاجرت إلى المدينة أنزلها رسول الله على أم أيوب الأنصاري.
وخطب رسول الله (ص) النساء، وتزوج سودة أول دخوله المدينة فنقل فاطمة إليها، ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية.
فقالت أم سلمة: تزوجني رسول الله، وفوض أمر ابنته إلي، فكنت أدلها وأؤدبها، وكانت - والله - آدب مني، وأعرف بالأشياء كلها". (دلائل الإمامة ص81 ح21)

الزواج السماوي والأرضي

عندما نأتي إلى زواج فاطمة الزهراء (ع) بأمير المؤمنين (ع) فلابد أن نسجل بعض الحقائق المهمة في هذا المجال:
الحقيقة الأولى: إن بعض الصحابة قد تقدم لخطبة الزهراء (ع) ولكن النبي (ص) تعلل لهم بصغر سنها، ولم يذكر هذه العلة في حق أمير المؤمنين (ع)، مما يعني أنه لم يكن أحد من الصحابة كفؤ لفاطمة (ع) سوى أمير المؤمنين (ع)، وقد روى الحاكم النيشابوري في المستدرك بسنده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله (ص): «إنها صغيرة، فخطبها علي فزوجها».
قال الحاكم النيشابوري:
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي في التلخيص:
على شرط البخاري ومسلم. (المستدرك على الصحيحين ج2 ص181 ح2705/34 بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا)
بل روايات أهل البيت (ع) تؤكد أن شأن الزهراء (ع) أرفع من ذلك بما لا يقبل القياس فقد روى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع): عن رسول الله (ص)عن جبرائيل (ع) عن الله عز وجل أنه قال:لو لم أخلق عليا لما كان لابنتك فاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه. (عيون أخبار الرضا ج2 ص203 ح3)

الحقيقة الثانية: إن زواج أمير المؤمنين (ع) من فاطمة الزهراء (ع) لم يكن الاختيار فيه لرسول الله (ص)، بل كان أمرا إلهيا امتثله رسول الله (ص)، فقد روى الطبراني بسنده عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله (ص) قال:
«إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي».
قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات. (مجمع الزوائد ج9 ص204، وراجع الكافي ج5 ص568 ح54، وعيون أخبار الرضا ج1 ص177 ح3و4)
الحقيقة الثالثة: إن زواج الزهراء (ع) من أمير المؤمنين (ع) كان منعقدا في السماء قبل أن يعقد في الأرض، وهناك روايات متواترة إجمالا من طرق الفريقين في هذا الأمر، أكتفي باثنتين منها اختصارا.
فقد روى الأربلي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
«لما زوج رسول الله (ص) فاطمة (ع) من علي (ع) كان الله تعالى مزوجه من فوق عرشه، وكان جبرائيل الخاطب وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من الملائكة شهودا، وأوحى الله إلى شجرة طوبى: أن انثري ما فيك من الدر والياقوت واللؤلوء، وأوحى الله إلى الحور العين أن التقطنه، فهن يتهادينه إلى يوم القيامة فرحا بتزويج فاطمة عليا». (كشف الغمة ج1 ص472، عنه عوالم سيدة النساء ص278 ح7)
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله (ص) أنه قال:
«يا فاطمة لما أراد الله تعالى أن أملكك بعلي أمر الله تعالى جبرائيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم، فزوجك من علي، ثم أمر الله سبحانه شجر الجنان فحملت الحلي ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم شيئا أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة». (تاريخ بغداد ج4 ص129، عنه عوالم سيدة النساء ص286)

مهر الزهراء (ع)

عندما نعقد مقارنة بين الروايات الواردة في الاحتفالات السماوية في زواج الزهراء (ع) والاحتفالات الأرضية نلاحظ الفرق الكبير بينهما، ففي الأولى نلاحظ كل مظاهر الفخامة والتوسع بينما في الثانية نرى البساطة والكفاف، وهذا يعني أن قيمة زواج أمير المؤمنين (ع) من الزهراء (ع) ليس في الشكل الصوري في عالم الدنيا بل في النورانية التي فيه، ومن ثم انعكست بعض مظاهر تلك النورانية في شكل الاحتفال السماوي، ولانجد في الروايات أنه قد تحقق زواج في السماء قبل الزواج في الأرض كما اختصت به فاطمة (ع)، كما لا نجد في الروايات ما يضاهي ما ورد في شأن زواج الزهراء (ع) من تكريم وتبجيل.
ومن مظاهر ذلك التفاوت مابين الصورة الأرضية والحقيقة السماوية ما جاء حول مهر الزهراء (ع)، فالروايات التي تطرقت لمهرها تشير إلى أنها كانت ما بين 400 – 500 درهم، وقد عقد الكليني بابا في الكافي بعنوان (باب ما تزوج عليه أمير المؤمنين فاطمة عليهما السلام) أورد فيه بعض الروايات التي تشير إلى بعض ما تضمنه الصداق، فمنها ما رواه بسند صحيح عن الإمام الصادق (ع) قال:«زوج رسول الله عليا فاطمة على درع حطمية، وكان فراشها إهاب كبش يجعلان الصوف إذا اضطجعا تحت جنوبهما». (الكافي ج5 ص377 ح3، وقيل: سميت بذلك لأنها تحطم السيوف أي تكسرها، وقيل هي العريضة الثقيلة، وهي منسوبة إلى بطن من عبد قيس يقال: حطمة بن الحارث كانوا يستخدمون الدروع، راجع الحدائق الناضر ج21 ص487)
ومنها ما رواه بسند صحيح عند بعض علمائنا (ممن يعمل برواية سهل بن زياد) عن الإمام الصادق (ع) قال:
«إن عليا تزوج فاطمة (ع) على جرد برد ودرع وفراش كان من إهاب كبش». (الكافي ج5 ص377 ح1، والجرد هو الخلق والبالي، والإهاب هو الجلد)
هذا هو مهرها في الأرض، أما مهرها في السماء فهو المتناسب مع بعض عظمتها (ع)، فقد روى الشيخ الصدوق بسند صحيح عن الإمام الصادق (ع) أن رسول الله (ص) قال:
«إن الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة عليا (ع) أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة (ع) فجعلها في منزل علي (ع). »(الأمالي ص362 المجلس 48 ح3)
وروى الشيخ الطوسي بسنده عن الإمام الصادق (ع) قال:
«إن الله تبارك وتعالى أمهر فاطمة ربع الدنيا، فربعها لها، وأمهرها الجنة والنار، تدخل أعداءها النار، وتدخل أولياءها الجنة». (الأمالي ص668 المجلس 36 ح6)
والملاحظ في هذه الرواية أنها جعلت مهرها ربع الدنيا، وهي أشمل من الأرض، فما تضمنته بعض الروايات من قياس النسبة إلى الأرض باعتبارها أحد أجزاء الدنيا فتأخذ حكمها، أو باعتبار أن بني آدم موطنهم الأرض وهم موضع التكليف فيما يرتبط بمحبة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها.

الإفاضة في مظاهر الاحتفال السماوي

وقد أثار البعض اعتراضا على إسهاب الروايات في الاحتفالات السماوية لهذا الزواج زاعما أننا لا نحتاج إليها، بل نحتاج إلى روايات مرتبطة بسلوكها العملي.
ومنشأ هذا الاعتراض الجهل بما نحتاجه وما لا نحتاجه، فالذي يحدد ذلك هو الله عز وجل ورسوله (ص) وأئمة الهدى (ع) وليس للخلق في ذلك أي نصيب، ولايمكن لذهنية سطحية ليس لها القدرة على التعمق في الفهم أن تشخص ما هو المهم لدى رب السماء وما هو غير المهم.
وفاطمة الزهراء (ع) ليست أقلا من الجنة ومع ذلك لم يكتف القرآن بإثبات أصل وجود النعيم فيها بل توسع وأسهب في ذكر خصوصيات ذلك النعيم، وهكذا الأمر في تطرقه لخصوصيات عذاب الجحيم، بالرغم من أنه كان من الممكن أن يكتفى بإخبار الناس أن العذاب شديد لايطيقه الخلق ولم يروا مثله.
فذكر الخصوصيات في النعيم والعذاب تزيد من التعلق والنفرة، وفي الزهراء (ع) تزيد من تعلق القلب بها ومعرفة عظيم منزلتها مما يستوجب في مقام العمل متابعتها بشكل أكبر، لأن المرء كلما عرف أن من يقتدي به له منزلة عند الله عز وجل أكبر مما كان يظن ازداد اتباعا له.

[quote]
جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى