محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي6
alzahra2 :: الفئة الأولى :: قسم السيره :: مقالات مقتبسة
صفحة 1 من اصل 1
محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي6
ما بين يديك أخي العزيز وأختي الفاضلة النص المقارب لما تم بثه على قناة الأنوار الفضائية في شهر جمادى الأولى 1428هـ وما بعده بمناسبة شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام ضمن برنامج "الصديقة الشهيدة" الذي بلغت حلقاته 15 حلقة تتناول سيرة الزهراء (ع) مما قبل الميلاد إلى ما بعد الاستشهاد وهذا ما جاء في الحلقة السادسة وعنوانها :قيمة التطرق لفضائل الزهراء (ع) وموجبات التفاضل
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين.
كان الحديث عن جواب سؤال يقول: لماذا الاهتمام بذكر مناقب فاطمة الزهراء (ع) إذا كانت الغاية من ذلك هو متابعتها، وقلنا بأن هناك أمرين يجب اجتماعهما عند الإنسان ويؤثر أحدهما في الآخر لكي يحظى بالمنزلة عند الله تعالى، وهما الإيمان والعمل الصالح، وأن منزلة الإنسان عند ربه في جانب الإيمان تتفاوت بسبب عناصر متعددة أهمها ثلاثة: العلم والعقل وهما العاملان اللذان تناولتهما في الحلقة الماضية، وأيضا هناك عنصر ثالث وهو اليقين في الاعتقاد، وهو ما سيكون محط الحديث في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى.
ج – اليقين في الاعتقاد
وهو العنصر الثالث الدخيل بالنسبة للإيمان، فبعض الناس يعيش الشك تجاه ما يجب عليه اعتقاده وإن أفصح بلسانه أنه مؤمن به، وبعضهم قد يعيش الظن، وبعضهم يعيش اليقين، والحالة المطلوبة في الإيمان درجة اليقين لأنها درجة لا يوجد فيها أي تردد.
والإنسان الشاك لا تترتب على أفعاله أي فائدة ونفع، إذ أن قيمة العمل بنيته وقصده، فمن يأتي بعمل بغرض السمعة والرياء تكون قيمته مربوطة بقيمة السمعة والرياء، ومن يتصدق على الفقير بقليل المال لكي يخدعه فيبيع عليه بيته والغني يعلم أن هذا البيت سترتفع قيمته بعد شهر لعلاقته بالمتنفذين في الحكومة فقيمة صدقته مربوطة بنية الخداع، والشخص الذي يقدم على عمل وهو شاك من الأساس في قيمة ذلك العمل أو في أحد الأمور المتصلة بالعمل فهذا لم يقدم عن نية واعتقاد يستحق عليه الأجر، فمن يبلغه حديث عن النبي (ص) وهو شاك في الأساس في نبوة النبي (ص) فهذا لايمكن أن يكون فعله مبتنيا على أساس واعتقاد.
وقد روي أن حروريا (والحرورية فرقة من الخوارج تنسب إلى بلدة على بعد ميلين من الكوفة اسمها حروراء اجتمع فيها الخوارج برئاسة عبدالله بن الكوا وشبث بن ربعي بعد رجوع أمير المؤمنين من صفين إلى الكوفة) كان يتهجد ويقرأ بصوت حزين، فسمعه أمير المؤمنين (ع) وقال:
«نوم على يقين خير من صلاة على شك». (نهج البلاغة الحكمة97، وخصائص الأئمة ص95)
فالذي ينام لايصدر منه فعل ولكن يقينه ينفعه سواء بعد النوم أ, وفي أثناء النوم لأن الله عز وجل يتفضل عليه لأجل يقينه، وهذا نظير ما ورد من أن الله عز وجل يتفضل على الصائم في شهر رمضان، فقد ورد: «ونومكم فيه عبادة» .
وروى الكليني بسند صحيح عن أبي بصير قال: «سألت أبا عبد الله الصادق (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ﴾ (الأنعام/82)، قال (ع): بشك». (الكافي ج2 ص399 ح4)
فهنا فسر الإمام الصادق (ع) الظلم بالشك.
ودرجة اليقين تظهر بوضوح عند الامتحانات وخاصة الصعبة منها، قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعلمون بصيرا * إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ﴾ (الأحزاب / 9-11)
ولكن الناس مع اعتقادهم في أمر ما فإن درجة يقينهم تتفاوت، ومن هنا فصل بعض علمائنا بين درجات اليقين.
سر سؤال النبي إبراهيم (ع)
مما لا شك فيه أن أنبياء الله تعالى قد بلغوا الدرجة العالية من الإيمان، أي درجة اليقين، ولكننا مع ذلك نجد النبي إبراهيم (ع) يسأل ربه بقوله: ﴿ وإذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ﴾(البقرة/260)، وقد تناول المفسرون سنة وشيعة الآية المباركة بالتحليل، وأن سؤال النبي إبراهيم على أي نحو ووجه كان، ونقل القرطبي في تفسيره عن جمهور أهل السنة أن النبي إبراهيم (ع) لم يكن شاكا في إحياء الله الموتى قط، وإنما طلب المعاينة، ونقل عن الحسن وقتادة وسعيد بن جبير: سأل ليزداد يقينا إلى يقينه. (الجامع لأحكام القرآن ج3 ص260)
أما الشيخ الطوسي فقد نقل في تفسيره عدة وجوه لذلك، ومن بين تلك الوجوه قوله:
"وقال قوم" إنما سأله لأنه أحب أن يعلم ذلك علم عيان بعد أن كان عالما به من جهة الاستدلال، وهو أقوى الوجوه". (التبيان ج2 ص327)
تفاوت آثار اليقين والشك على الأفراد
وتشير بعض الروايات إلى أنموذجين من الأفراد، بعضهم لا يملك اليقين وبعضهم يريد الارتفاع في يقينه، ومدى تأثير هذا التفاوت بينهما عليهما.
فأما النموذج الأول فقد روى الكليني عن الحسين بن الحكم قال: «كتبت إلى العبد الصالح (ع) أخبره أني شاك، وقد قال إبراهيم (ع): ﴿ رب أرني كيف تحيي الموتى ﴾ وإني أحب أن تريني شيئا، فكتب (ع): إن إبراهيم كان مؤمنا وأحب أن يزداد إيمانا، وأنت شاك والشاك لا خير فيه». (الكافي ج1 ص399 ح1)
وروى الكليني بسند صحيح عن محمد بن مسلم، عن أحدهما أي الإمام الباقر أو الصادق عليهما السلام، قال: قال: قلت: إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال:
«يا أبا محمد إنما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة، ثم دعا فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم (عليه السلام) يشكوا إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء.
قال: فتطهر عيسى وصلى ثم دعا الله عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي اؤتى منه، إنه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له، قال: فالتفت إليه عيسى (عليه السلام) فقال: تدعو ربك وأنت في شك من نبيه؟ فقال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت، فادع الله <لي> أن يذهب به عني، قال: فدعا له عيسى (عليه السلام) فتاب الله عليه وقبل منه، وصار في حد أهل بيته». (الكافي ج2 ص400 ح9)
أما النموذج الثاني فقد روى الكليني بسند صحيح عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمه الله (وهو السفير الأول في عهد الغيبة الصغرى عثمان بن سعيد العمري) عند أحمد بن إسحاق، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شيء، وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفس إيمانها ﴿ لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ﴾(الأنعام/158)، فأولئك أشرار من خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة، ولكني أحببت أن أزداد يقينا، وإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى ﴿ قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ﴾وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن (الهادي) عليه السلام قال: سألته وقلت من أعامل أو عمن آخذ، وقول من أقبل؟ فقال له: «العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد عليه السلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان، »فهذا قول إمامين قد مضيا فيك. قال: فخر أبو عمرو ساجدا وبكى ثم قال: سل حاجتك، فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السلام؟ فقال: إي والله ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده .... . (الكافي ج1 ص329 ح1)
مراتب اليقين
يقول الفيض الكاشاني:
"ولليقين ثلاث مراتب: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين: ﴿ كلا لو يعلمون علم اليقين * لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين ﴾(التكاثر/5-7)، ﴿ إن هذا لهو حق اليقين ﴾(الواقعة/95).
والفرق بينهما إنما ينكشف بمثال: فعلم اليقين بالنار – مثلا – هو مشاهدة المرئيات بتوسط نورها، وعين اليقين بها هو معاينة جرمها، وحق اليقين بها هو الاحتراق فيها، وانمحاء الهوية بها والصيرورة نارا صرفا، وليس وراء هذا غاية، ولا هو قابل للزيادة.
﴿ لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ﴾. (علم اليقين ج1 ص16)
والمقطع الأخير إشارة إلى قول أمير المؤمنين (ع) كما هو المروي في عيون الحكم ص415 ومائة كلمة لابن ميثم ص52)، فإن يقينه (ع) لما كان منتهى الكمال فلا يتصور في حق يقينه أي زيادة أو نقصان، فهو (ع) قبل المشاهدة العينية كبعدها.
والتفاوت في درجة اليقين يعود إلى تفاوت الأنفس في طهارتها، وفي رفع الموانع الخيالية والوهمية، وكمالها في قواها النظرية والعملية.
الله عز وجل والترف الفكري!!
إذا ما تبينت العناصر الثلاث السابقة، وإذا ما دققنا أكثر في مضمون الشبهة السابقة فإننا سنجدها اتهاما مبطنا للقرآن الكريم وللأحاديث الشريفة، أي أن الاتهام موجه إلى الله تعالى وإلى رسوله (ص) وأهل بيته (ع)!! لأن ما جاء وبشكل قطعي عنهم (ع) يفيد أنهم طرحوا مبدأ التفاضل بين الأشخاص بل بين الرسل أيضا، فلو قبلنا برأي القائل أن الأفضلية من الترف الفكري فإن هذا يعني أن الله تعالى مشغول بالترف الفكري والعياذ بالله تعالى، أو أن النبي (ص) يدعو الناس إلى ما ينهى عنه، والقرآن الكريم يشير إلى هذا التفاضل بقوله تعالى: ﴿ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ﴾ ، وجاءت عشرات الروايات في مصادر الفريقين سنة وشيعة في تفضيل بعض الأنبياء على بعض، أو في تفضيل بعض الصحابة على غيرهم، ومن جملتها الروايات التي تفضل بعض النساء على بعض كتفضيل فاطمة الزهراء (ع) على السيدة مريم (ع).
التفاضل والتوجه نحو صفات الكمال وحب الكامل
وقد يطرح سؤال: وهو ما الفائدة المترتبة على ذكر التفاضل وأن هذا أفضل من ذاك؟
لايجد المرء صعوبة في اكتشاف آثار وفوائد مهمة كثيرة لذلك، أكتفي بالإشارة إلى ثلاثة منها:
أولا: إن التفاضل يعني وجود صفات كمال في الفاضل أكثر مما هي موجودة في المفضول، وهذا يدعو الإنسان إلى التوجه نحو الكمال أكثر، لأن الانجذاب إلى الفاضل أكثر إنما هو لأجل امتلاكه لتلك الصفات أكثر، كما أن التفاضل يعزز مبدأ مهما وهو مبدأ التفاضل في الحب، فلا يجوز لمسلم أن يحب أي موجود أكثر مما يحب الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ﴾(البقرة/165)، ولا أن يحب أحدا من خلقه أكثر مما يحب رسول الله (ص)، وما ذاك إلا للفرق بين درجات الكمال في الموجودات، مع التسامح في تعبير درجة الكمال بالنسبة إلى الله تعالى، إذ المطلق لايدخل ضمن نطاق الدرجات.
تعظيم آيات الله تعظيم لله
ومن جهة ثانية فإن الله عز وجل كما يحب أن يمجده بذكر ذاته يحب أيضا أن يمجد بذكر آياته، ولا توجد في الكون آية أفضل وأكمل من النبي محمد ومن أمير المؤمنين (ع) وفاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام، قال تعالى: ﴿ أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ﴾ (الأعراف/69)، وكذلك نجد أن قوله تعالى: ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾في سورة الرحمن يتكرر 31 مرة لبيان تعظيم آيات الله تعالى، وذلك لأن الآيات هي علامات على مظاهر قدرة الله تعالى ورحمته وكرمه وغير ذلك من صفاته الجمال والكمال، وتعظيم آيات الله عز وجل لهو تعظيم لله عز وجل، قال تعالى: ﴿ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ﴾(الحج/32)، وشعائر الله علاماته.
القيمة الذاتية للأقل أهمية
أما النقطة الثالثة التي ينبغي الالتفات إليها فهي إن اهتمام إنسان بشيء من تفاصيل العقيدة مع عدم معرفته بالأهم منها لايلغي قيمة ما هو أقل أهمية ووجوبا، فإن الاعتقاد بالأفضلية لهو قيمة ذاتية وإن كانت من حيث الرتبة أقل من مستوى ما يجب معرفته والاعتقاد به، ونظير هذا في الأحكام التكليفية فعدم اتيان الشخص لحكم تكليفي إلزامي كالصوم في شهر رمضان لايلغي القيمة عن حكم تكليفي غير إلزامي كالصدقة أو إدخال السرور على قلب المؤمن أو بناء المسجد أو الصوم في شهر شعبان، فإن الشخص لو كان مرتكبا للحرام وفاعلا للمستحب في آن واحد فإن أجر المستحب لايسقط بأداء الواجب، ولايصح أن نقول: لاتهتم بالمستحب لأنك تركت الواجب.
وكذلك من يعلم بحكم شرعي مستحب مع عدم معرفته بالحكم الإلزامي لا يلغي قيمة معرفته بالمستحب، وإن كان الواجب عليه معرفة الواجب.
وأخيرا فنحن لانرى أي مانع من الجمع بين فعل الواجب وبين فعل المستحب الموجب لبلوغ درجات أرفع في الإيمان، فإذا علم الإنسان بالواجب وعمل به فلماذا الاستخفاف والتقليل من شأن موجبات رفعة الإيمان والصعود في درجاته؟!!
التفاضل والوقت المعدوم!!
إن من يعترض على الاهتمام بهذه المعارف بحجة وجود مسؤوليات أهم منها يناقض نفسه في سلوكه اليومي، فما يقال ليس إلا ذريعة لإسقاط فكرة الاهتمام بالمقامات والفضائل، فمن غير المعقول أن لايملك الإنسان في أيام حياته الوقت الكافي لأداء غير الواجبات والمسؤوليات الإلزامية، بل إن الإنسان يرى وبالوجدان أن ما يصرف على أداء غير الواجبات في حياته أكثر بكثير مما يصرفه على الواجب، فلماذا لانرى من المعترضين أي اهتمام بهذه المعارف العالية سواء على مستوى الاعتقاد أو التبني مع ما لها من الفوائد والآثار العظيمة الموجبة للرقي في درجات الإيمان.
وهل أن وقت المعترضين لايسمح لهم بالاهتمام بمثل هذه المسائل ونحن نراهم يضيعون أوقاتهم على أشياء سخيفة (كالجلوس مع الملحنين)؟
طبعا نحن لانتحدث عن التفضيل الذي يستند إلى الظنون والاستحسانات، فهذا التفضيل لانتطرق إليه، بل حديثنا عن التفضيل المدعوم بالأدلة، فلماذا نتوقف فيه بزعم أن الله عز وجل هو الذي يفضل لا نحن، فالله عز وجل قد فضل وبلغنا ذلك التفضيل، والتوقف في التفضيل بعد ظهور الأدلة الناصعة عن أهل البيت (ع) لهو من البعد عن منهجهم، ثبتنا الله وإياكم للسير على منهجهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين.
كان الحديث عن جواب سؤال يقول: لماذا الاهتمام بذكر مناقب فاطمة الزهراء (ع) إذا كانت الغاية من ذلك هو متابعتها، وقلنا بأن هناك أمرين يجب اجتماعهما عند الإنسان ويؤثر أحدهما في الآخر لكي يحظى بالمنزلة عند الله تعالى، وهما الإيمان والعمل الصالح، وأن منزلة الإنسان عند ربه في جانب الإيمان تتفاوت بسبب عناصر متعددة أهمها ثلاثة: العلم والعقل وهما العاملان اللذان تناولتهما في الحلقة الماضية، وأيضا هناك عنصر ثالث وهو اليقين في الاعتقاد، وهو ما سيكون محط الحديث في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى.
ج – اليقين في الاعتقاد
وهو العنصر الثالث الدخيل بالنسبة للإيمان، فبعض الناس يعيش الشك تجاه ما يجب عليه اعتقاده وإن أفصح بلسانه أنه مؤمن به، وبعضهم قد يعيش الظن، وبعضهم يعيش اليقين، والحالة المطلوبة في الإيمان درجة اليقين لأنها درجة لا يوجد فيها أي تردد.
والإنسان الشاك لا تترتب على أفعاله أي فائدة ونفع، إذ أن قيمة العمل بنيته وقصده، فمن يأتي بعمل بغرض السمعة والرياء تكون قيمته مربوطة بقيمة السمعة والرياء، ومن يتصدق على الفقير بقليل المال لكي يخدعه فيبيع عليه بيته والغني يعلم أن هذا البيت سترتفع قيمته بعد شهر لعلاقته بالمتنفذين في الحكومة فقيمة صدقته مربوطة بنية الخداع، والشخص الذي يقدم على عمل وهو شاك من الأساس في قيمة ذلك العمل أو في أحد الأمور المتصلة بالعمل فهذا لم يقدم عن نية واعتقاد يستحق عليه الأجر، فمن يبلغه حديث عن النبي (ص) وهو شاك في الأساس في نبوة النبي (ص) فهذا لايمكن أن يكون فعله مبتنيا على أساس واعتقاد.
وقد روي أن حروريا (والحرورية فرقة من الخوارج تنسب إلى بلدة على بعد ميلين من الكوفة اسمها حروراء اجتمع فيها الخوارج برئاسة عبدالله بن الكوا وشبث بن ربعي بعد رجوع أمير المؤمنين من صفين إلى الكوفة) كان يتهجد ويقرأ بصوت حزين، فسمعه أمير المؤمنين (ع) وقال:
«نوم على يقين خير من صلاة على شك». (نهج البلاغة الحكمة97، وخصائص الأئمة ص95)
فالذي ينام لايصدر منه فعل ولكن يقينه ينفعه سواء بعد النوم أ, وفي أثناء النوم لأن الله عز وجل يتفضل عليه لأجل يقينه، وهذا نظير ما ورد من أن الله عز وجل يتفضل على الصائم في شهر رمضان، فقد ورد: «ونومكم فيه عبادة» .
وروى الكليني بسند صحيح عن أبي بصير قال: «سألت أبا عبد الله الصادق (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ﴾ (الأنعام/82)، قال (ع): بشك». (الكافي ج2 ص399 ح4)
فهنا فسر الإمام الصادق (ع) الظلم بالشك.
ودرجة اليقين تظهر بوضوح عند الامتحانات وخاصة الصعبة منها، قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعلمون بصيرا * إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ﴾ (الأحزاب / 9-11)
ولكن الناس مع اعتقادهم في أمر ما فإن درجة يقينهم تتفاوت، ومن هنا فصل بعض علمائنا بين درجات اليقين.
سر سؤال النبي إبراهيم (ع)
مما لا شك فيه أن أنبياء الله تعالى قد بلغوا الدرجة العالية من الإيمان، أي درجة اليقين، ولكننا مع ذلك نجد النبي إبراهيم (ع) يسأل ربه بقوله: ﴿ وإذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ﴾(البقرة/260)، وقد تناول المفسرون سنة وشيعة الآية المباركة بالتحليل، وأن سؤال النبي إبراهيم على أي نحو ووجه كان، ونقل القرطبي في تفسيره عن جمهور أهل السنة أن النبي إبراهيم (ع) لم يكن شاكا في إحياء الله الموتى قط، وإنما طلب المعاينة، ونقل عن الحسن وقتادة وسعيد بن جبير: سأل ليزداد يقينا إلى يقينه. (الجامع لأحكام القرآن ج3 ص260)
أما الشيخ الطوسي فقد نقل في تفسيره عدة وجوه لذلك، ومن بين تلك الوجوه قوله:
"وقال قوم" إنما سأله لأنه أحب أن يعلم ذلك علم عيان بعد أن كان عالما به من جهة الاستدلال، وهو أقوى الوجوه". (التبيان ج2 ص327)
تفاوت آثار اليقين والشك على الأفراد
وتشير بعض الروايات إلى أنموذجين من الأفراد، بعضهم لا يملك اليقين وبعضهم يريد الارتفاع في يقينه، ومدى تأثير هذا التفاوت بينهما عليهما.
فأما النموذج الأول فقد روى الكليني عن الحسين بن الحكم قال: «كتبت إلى العبد الصالح (ع) أخبره أني شاك، وقد قال إبراهيم (ع): ﴿ رب أرني كيف تحيي الموتى ﴾ وإني أحب أن تريني شيئا، فكتب (ع): إن إبراهيم كان مؤمنا وأحب أن يزداد إيمانا، وأنت شاك والشاك لا خير فيه». (الكافي ج1 ص399 ح1)
وروى الكليني بسند صحيح عن محمد بن مسلم، عن أحدهما أي الإمام الباقر أو الصادق عليهما السلام، قال: قال: قلت: إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال:
«يا أبا محمد إنما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة، ثم دعا فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم (عليه السلام) يشكوا إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء.
قال: فتطهر عيسى وصلى ثم دعا الله عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي اؤتى منه، إنه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له، قال: فالتفت إليه عيسى (عليه السلام) فقال: تدعو ربك وأنت في شك من نبيه؟ فقال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت، فادع الله <لي> أن يذهب به عني، قال: فدعا له عيسى (عليه السلام) فتاب الله عليه وقبل منه، وصار في حد أهل بيته». (الكافي ج2 ص400 ح9)
أما النموذج الثاني فقد روى الكليني بسند صحيح عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمه الله (وهو السفير الأول في عهد الغيبة الصغرى عثمان بن سعيد العمري) عند أحمد بن إسحاق، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شيء، وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفس إيمانها ﴿ لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ﴾(الأنعام/158)، فأولئك أشرار من خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة، ولكني أحببت أن أزداد يقينا، وإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى ﴿ قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ﴾وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن (الهادي) عليه السلام قال: سألته وقلت من أعامل أو عمن آخذ، وقول من أقبل؟ فقال له: «العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد عليه السلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان، »فهذا قول إمامين قد مضيا فيك. قال: فخر أبو عمرو ساجدا وبكى ثم قال: سل حاجتك، فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السلام؟ فقال: إي والله ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده .... . (الكافي ج1 ص329 ح1)
مراتب اليقين
يقول الفيض الكاشاني:
"ولليقين ثلاث مراتب: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين: ﴿ كلا لو يعلمون علم اليقين * لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين ﴾(التكاثر/5-7)، ﴿ إن هذا لهو حق اليقين ﴾(الواقعة/95).
والفرق بينهما إنما ينكشف بمثال: فعلم اليقين بالنار – مثلا – هو مشاهدة المرئيات بتوسط نورها، وعين اليقين بها هو معاينة جرمها، وحق اليقين بها هو الاحتراق فيها، وانمحاء الهوية بها والصيرورة نارا صرفا، وليس وراء هذا غاية، ولا هو قابل للزيادة.
﴿ لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ﴾. (علم اليقين ج1 ص16)
والمقطع الأخير إشارة إلى قول أمير المؤمنين (ع) كما هو المروي في عيون الحكم ص415 ومائة كلمة لابن ميثم ص52)، فإن يقينه (ع) لما كان منتهى الكمال فلا يتصور في حق يقينه أي زيادة أو نقصان، فهو (ع) قبل المشاهدة العينية كبعدها.
والتفاوت في درجة اليقين يعود إلى تفاوت الأنفس في طهارتها، وفي رفع الموانع الخيالية والوهمية، وكمالها في قواها النظرية والعملية.
الله عز وجل والترف الفكري!!
إذا ما تبينت العناصر الثلاث السابقة، وإذا ما دققنا أكثر في مضمون الشبهة السابقة فإننا سنجدها اتهاما مبطنا للقرآن الكريم وللأحاديث الشريفة، أي أن الاتهام موجه إلى الله تعالى وإلى رسوله (ص) وأهل بيته (ع)!! لأن ما جاء وبشكل قطعي عنهم (ع) يفيد أنهم طرحوا مبدأ التفاضل بين الأشخاص بل بين الرسل أيضا، فلو قبلنا برأي القائل أن الأفضلية من الترف الفكري فإن هذا يعني أن الله تعالى مشغول بالترف الفكري والعياذ بالله تعالى، أو أن النبي (ص) يدعو الناس إلى ما ينهى عنه، والقرآن الكريم يشير إلى هذا التفاضل بقوله تعالى: ﴿ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ﴾ ، وجاءت عشرات الروايات في مصادر الفريقين سنة وشيعة في تفضيل بعض الأنبياء على بعض، أو في تفضيل بعض الصحابة على غيرهم، ومن جملتها الروايات التي تفضل بعض النساء على بعض كتفضيل فاطمة الزهراء (ع) على السيدة مريم (ع).
التفاضل والتوجه نحو صفات الكمال وحب الكامل
وقد يطرح سؤال: وهو ما الفائدة المترتبة على ذكر التفاضل وأن هذا أفضل من ذاك؟
لايجد المرء صعوبة في اكتشاف آثار وفوائد مهمة كثيرة لذلك، أكتفي بالإشارة إلى ثلاثة منها:
أولا: إن التفاضل يعني وجود صفات كمال في الفاضل أكثر مما هي موجودة في المفضول، وهذا يدعو الإنسان إلى التوجه نحو الكمال أكثر، لأن الانجذاب إلى الفاضل أكثر إنما هو لأجل امتلاكه لتلك الصفات أكثر، كما أن التفاضل يعزز مبدأ مهما وهو مبدأ التفاضل في الحب، فلا يجوز لمسلم أن يحب أي موجود أكثر مما يحب الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ﴾(البقرة/165)، ولا أن يحب أحدا من خلقه أكثر مما يحب رسول الله (ص)، وما ذاك إلا للفرق بين درجات الكمال في الموجودات، مع التسامح في تعبير درجة الكمال بالنسبة إلى الله تعالى، إذ المطلق لايدخل ضمن نطاق الدرجات.
تعظيم آيات الله تعظيم لله
ومن جهة ثانية فإن الله عز وجل كما يحب أن يمجده بذكر ذاته يحب أيضا أن يمجد بذكر آياته، ولا توجد في الكون آية أفضل وأكمل من النبي محمد ومن أمير المؤمنين (ع) وفاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام، قال تعالى: ﴿ أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ﴾ (الأعراف/69)، وكذلك نجد أن قوله تعالى: ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾في سورة الرحمن يتكرر 31 مرة لبيان تعظيم آيات الله تعالى، وذلك لأن الآيات هي علامات على مظاهر قدرة الله تعالى ورحمته وكرمه وغير ذلك من صفاته الجمال والكمال، وتعظيم آيات الله عز وجل لهو تعظيم لله عز وجل، قال تعالى: ﴿ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ﴾(الحج/32)، وشعائر الله علاماته.
القيمة الذاتية للأقل أهمية
أما النقطة الثالثة التي ينبغي الالتفات إليها فهي إن اهتمام إنسان بشيء من تفاصيل العقيدة مع عدم معرفته بالأهم منها لايلغي قيمة ما هو أقل أهمية ووجوبا، فإن الاعتقاد بالأفضلية لهو قيمة ذاتية وإن كانت من حيث الرتبة أقل من مستوى ما يجب معرفته والاعتقاد به، ونظير هذا في الأحكام التكليفية فعدم اتيان الشخص لحكم تكليفي إلزامي كالصوم في شهر رمضان لايلغي القيمة عن حكم تكليفي غير إلزامي كالصدقة أو إدخال السرور على قلب المؤمن أو بناء المسجد أو الصوم في شهر شعبان، فإن الشخص لو كان مرتكبا للحرام وفاعلا للمستحب في آن واحد فإن أجر المستحب لايسقط بأداء الواجب، ولايصح أن نقول: لاتهتم بالمستحب لأنك تركت الواجب.
وكذلك من يعلم بحكم شرعي مستحب مع عدم معرفته بالحكم الإلزامي لا يلغي قيمة معرفته بالمستحب، وإن كان الواجب عليه معرفة الواجب.
وأخيرا فنحن لانرى أي مانع من الجمع بين فعل الواجب وبين فعل المستحب الموجب لبلوغ درجات أرفع في الإيمان، فإذا علم الإنسان بالواجب وعمل به فلماذا الاستخفاف والتقليل من شأن موجبات رفعة الإيمان والصعود في درجاته؟!!
التفاضل والوقت المعدوم!!
إن من يعترض على الاهتمام بهذه المعارف بحجة وجود مسؤوليات أهم منها يناقض نفسه في سلوكه اليومي، فما يقال ليس إلا ذريعة لإسقاط فكرة الاهتمام بالمقامات والفضائل، فمن غير المعقول أن لايملك الإنسان في أيام حياته الوقت الكافي لأداء غير الواجبات والمسؤوليات الإلزامية، بل إن الإنسان يرى وبالوجدان أن ما يصرف على أداء غير الواجبات في حياته أكثر بكثير مما يصرفه على الواجب، فلماذا لانرى من المعترضين أي اهتمام بهذه المعارف العالية سواء على مستوى الاعتقاد أو التبني مع ما لها من الفوائد والآثار العظيمة الموجبة للرقي في درجات الإيمان.
وهل أن وقت المعترضين لايسمح لهم بالاهتمام بمثل هذه المسائل ونحن نراهم يضيعون أوقاتهم على أشياء سخيفة (كالجلوس مع الملحنين)؟
طبعا نحن لانتحدث عن التفضيل الذي يستند إلى الظنون والاستحسانات، فهذا التفضيل لانتطرق إليه، بل حديثنا عن التفضيل المدعوم بالأدلة، فلماذا نتوقف فيه بزعم أن الله عز وجل هو الذي يفضل لا نحن، فالله عز وجل قد فضل وبلغنا ذلك التفضيل، والتوقف في التفضيل بعد ظهور الأدلة الناصعة عن أهل البيت (ع) لهو من البعد عن منهجهم، ثبتنا الله وإياكم للسير على منهجهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مواضيع مماثلة
» محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي14
» محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي15
» من محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي
» محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي2
» محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي3
» محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي15
» من محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي
» محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي2
» محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي3
alzahra2 :: الفئة الأولى :: قسم السيره :: مقالات مقتبسة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى