alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي8

اذهب الى الأسفل

محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي8 Empty محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي8

مُساهمة  جند المرجعية الجمعة يوليو 30, 2010 10:05 am

ما بين يديك أخي العزيز وأختي الفاضلة النص المقارب لما تم بثه على قناة الأنوار الفضائية في شهر جمادى الأولى 1428هـ وما بعده بمناسبة شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام ضمن برنامج "الصديقة الشهيدة" الذي بلغت حلقاته 15 حلقة تتناول سيرة الزهراء (ع) مما قبل الميلاد إلى ما بعد الاستشهاد وهذا ما جاء في الحلقة الثامنة وعنوانها :مناقب الزهراء (ع) في روايات أهل البيت (ع) - القسم الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين البشير النذير والسراج المنير أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الفر الميامين واللعن الدائم على مبغضيهم من الأولين والآخرين.
تحدثنا في الحلقة الماضية عن منقبتين من مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام مما جاء في كتب الشيعة الإمامية فيما ورد عن أهل بيت النبي (ص)، وهي سيادتها على نساء العالمين من الأولين والآخرين وأنها صديقة في اعتقادها وعملها.
وفي هذه الحلقة سنتناول بعض مناقبها الأخرى الواردة عنهم عليهم السلام.

المنقبة الثالثة: عدم سبق أحد لها في الفضل

القرآن الكريم والأحاديث الشريفة تؤكد على أهمية السبق في الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: ﴿ والسابقون السابقون * أولئك المقربون ﴾(الواقعة/10-11)، وقال عز من قائل: ﴿ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ﴾ (المؤمنون/61)، لا من جهة أهمية السبق الزماني بحد ذاته بل بما هو كاشف عن السبق في الرتبة والمنزلة والبصيرة.
روى الكليني بسند صحيح عن عبد الصمد بن بشير، قال: «دخلت امرأة على أبي عبد الله (ع) فقالت: أصلحك الله إني امرأة متبتلة، فقال: وما التبتل عندك؟ فقالت: لا أتزوج، قال: ولم؟ قالت: ألتمس بذلك الفضل، فقال انصرفي فلو كان ذلك فضلا لكانت فاطمة (ع) أحق به منك، أما إنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل». (الكافي ج5 ص509 ح3 باب كراهية أن تتبتل النساء ويعطلن أنفسهن)
وهذه الرواية تدل على فضل عظيم للزهراء (ع) لم أر في حدود ما قرأت من التفت إليه، فنحن نعلم أن أئمة أهل البييت (ع) هم أئمة البلاغة والفصاحة، وأن القاعدة العربية التي أقرها علماء الأصول تقول إن النكرة إذا وقعت في سياق النفي أفادت العموم، وهنا كلمة (أحد) نكرة وقد وقعت بعد كلمة (ما) النافية، فالرواية تثبت أن الزهراء (ع) سبقت الكل من الذكور والإناث في الفضل، إذ أن كلمة أحد لا تختص بالنساء، وكفى بذلك فخرا وفضلا.


المنقبة الرابعة: أنها (ع) وعاء للإمامة وحلقة الربط بين النبوة والإمامة

روى الكليني عن أبي عبد الله الصادق (ع) في قول الله عز وجل:« ﴿ الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة ﴾ فاطمة عليها السلام ﴿ فيها مصباح ﴾ الحسن ﴿ المصباح في زجاجة ﴾ الحسين ﴿ الزجاجة كأنها كوكب دري ﴾فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا». (الكافي ج1 ص195 ح5)
قبل التطرق إلى شرح مختصر لهذه المنقبة أود الإشارة إلى أن هناك روايات أخرى تختلف عن هذه الرواية في تحديد من هو المصباح ومن هو الزجاجة أو من هو المشكاة، وهذا الاختلاف لا يتنافى مع هذه الرواية إذ من الجائز أن يحتمل الكلام الواحد أكثر من وجه شبه، كما أن المشبه به قد يكون أكثر من شخص واحد وخاصة إذا علمنا أنهم عليهم السلام جميعا نور واحد، ولكن اقتض اختصاص بعضهم ببعض الخصوصيات أن ينفرد كل واحد من تلك الأنوار في بعض الروايات بالذكر دون غيره.
أما الحديث المروي عن الإمام الصادق (ع) فقد تم تشبيه النور الإلهي فيه بالمشكاة التي فيها مصباح، ولكن التشبيه توجه أولا إلى المشكاة، والإمام المعصوم (ع) جعل المشكاة فاطمة الزهراء عليها السلام، أي أن النور الإلهي تم تشبيهه بالزهراء عليها السلام.
فإلى أي شيء يراد من هذا التشبيه، ونحن نعلم أنه لايوجد أي تشبيه من دون وجود وجه شبه، فعندما نقول محمد كالأسد فإن وجه الشبه هو الشجاعة، فما هو وجه الشبه بين فاطمة الزهراء (ع) بالنور الإلهي؟
لعل التأمل في مفردات الآية المباركة والرواية الشريفة بعد التوكل على الله عز وجل والتوسل بالنبي وأهل بيته عليهم السلام يعيننا على بعض الفهم، فالمشكاة هي الكوة التي تكون في الجدار بشرط أن لاتكون نافذة وعميقة، ومن الواضح أن هذه الكوة تؤثر كثيرا في حفظ النور الموجود بداخلها وتوجيهه وجعله مركزا غير متشتت، فيعطي النور أقوى درجاته بواسطة هذه الكوة.
وبناء على الرواية فإن فاطمة الزهراء (ع) هي التي حفظت ذلك النور، وهي وعاء لنور الإمامة والحافظ له، ولاينشر هذا النور إلا من هذا الوعاء، ووعاء الزهراء ليس وعاء نسبيا فقط بل هو وعاء معنوي يتم من خلاله انتشار النور وتوجيهه بالوجهة التي يريدها الله سبحانه وتعالى.
والذي يؤكد هذا الأمر أن الإمام الصادق (ع) شبه الزهراء مرة ثانية بأنها كوكب دري بالرغم من أن الرواية جعلت الإمام الحسين (ع) هو الزجاجة، والزجاجة وصفت وشبهت في الآية كأنها كوكب دري، فالمفروض أن يقال: «الحسين كوكب دري، »ولعل الوجه في تشبيهها بذلك من جهة أن الوعاء والظرف يكون حاملا ما بداخله، وبما أن الإمام الحسين (ع) هو الإمام الذي يكون نور الإمامة منه دون الإمام الحسن (ع) فإن الزهراء (ع) تحمل الصفات التي يحملها ما بداخل الوعاء.
وإذا لم تكن الزهراء (ع) إماما لحكمة إلهية استوجبت أن لاتكون المرأة إماما فإنها عليها السلام حاملة لفضائل الإمامة ومقاماتهم، ومن جملة المؤيدات لهذا المعنى ما واه الأربلي في كشف الغمة عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه، عن أمير المؤمنين (ع) قال:
«دخلت يوما منزلي فإذا رسول الله جالس، والحسن عن يمينه، والحسين عن يساره، وفاطمة بين يديه وهو يقول: أنتما كفتا الميزان، وفاطمة لسانه، ولا تعدل الكفتان إلا باللسان، ولايقوم اللسان إلا على الكفتين، أنتما الإمامان، ولأمكما الشفاعة». (كشف الغمة ج2 ص129)
فالحديث شبه الزهراء (ع) وابناها بالميزان، وموقعها من أبنائها الأئمة هو موقع اللسان الذي يحفظ اعتدال الكفتين، وبما أن الإمامة يراد لها هداية الناس وإرشادهم إلى الصراط المستقيم، فإنها لا تستقيم ولاتحافظ على المنهج القويم من دون الاعتماد على لسان الميزان، فهي باللسان لاتسقط وبه لا تحفظ اعتدالها، مما يعني أن الزهراء تأخذ موقع الحافظ للإمامة والوعاء الذي يجعل الإمامة ميزانا للخلق يزنون أعمالهم بالميزان.
كما نلاحظ أن النبي (ص) بعد هذا التشبيه خاطب السبطين بقوله:« أنتما الإمامان ولإمكما الشفاعة، »فإذا كنتما إمامين ولم تكن أمكما إماما فهذا لاينفي أن بيدها زمام الشفاعة التي هي من جملة خصائص الأئمة (ع)، فهم شفعاء دار البقاء.
ومن جملة المؤيدات له أيضا ما جاء في حديث الكساء حيث جعلت الزهراء محورا لأهل البيت (ع) حين جاء الخطاب السماوي من جبرائيل:« هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها». (عوالم سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع) ص641)

المنقبة الخامسة: إهداء رسول الله (ص) إياها التسبيح

ورد في طرق الفريقين سنة وشيعة أن رسول الله (ص) علم فاطمة الزهراء (ع) التسبيح الذي عرف باسمها لأن النبي (ص) خصها به، وهو عبارة عن الله أكبر 34 مرة والحمد لله 33 مرة وسبحان الله 33 مرة، وقد ورد عن طريق أهل البيت (ع) روايات كثيرة في فضل هذا التسبيح وخاصة في تعقيب الصلوات وعند النوم.
فقد روى الكليني بسند صحيح عن الإمام الصادق (ع) قال: «تسبيح فاطمة (ع) من الذكر الكثير الذي قال الله عز وجل:﴿ اذكروا الله ذكرا كثيرا ﴾» . (الكافي ج2 ص500 ح4)
وروى أيضا بسند صحيح عن الإمام الصادق (ع) قال:
«من سبح تسبيح فاطمة الزهراء (ع) قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له، وليبدأ بالتكبير ». (الكافي ج3 ص342 ح6)
وروى البرقي بسند صحيح عند بعض علمائنا (كالخوئي في محمد بن علي القرشي) عن محمد بن علي، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «أتى أخوان رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا: إنا نريد الشام في تجارة فعلمنا ما نقول: قال: نعم إذا أويتما إلى المنزل فصليتما العشاء الآخرة فاذا وضع أحد كما جنبه على فراشه بعدالصلاة فليسبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم ليقرء آية الكرسي فإنه محفوظ من كل شئ حتى يصبح .
وإن لصوصا تبعوهم حتى إذا نزلا بعثوا غلاما لهم لينظر كيف حالهما؟ ناما أم مستيقظين؟ فانتهى الغلام إليهما وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرء آية الكرسي وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام قال: فإذا عليها حائطان مبنيان، فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلا حائطين مبنيين < فرجع إلى أصحابه فقال لا والله مارأيت إلا حائطين مبنيين > فقالوا له: أخزاك الله لقد كذبت بل ضعفت وجبنت، فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلا حائطين فداروا بالحائطين فلم يسمعوا ولم يروا إنسانا فانصرفوا إلى منازلهم، فلما كان من الغد جاؤا إليهم فقالوا: أين كنتم؟ فقالا: ماكنا إلاههنا وما برحنا فقالوا: والله لقد جئنا وما رأينا إلا حائطين مبنيين فحدثونا ما قصتكم؟ قالوا: إنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله فسألناه أن يعلمنا فعلمنا آية الكرسي وتسبيح فاطمة عليها السلام فقلنا فقالوا: انطلقوا لا والله ما نتبعكم أبدا ولا يقدر عليكم لص أبدا بعد هذا الكلام» . (المحاسن ج2 ص368 ح120، عنه البحار ج73 ص246 ح34)
وجاء عن الإمام جعفر الصادق (ع) مخاطبا أبا هارون المكفوف:
«يا أبا هارون إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (ع) كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي» . (الكافي ج3 ص343 ح13)
هذا التسبيح بهذه المنقبة والآثار العظيمة يعطيه رسول الله هبة للزهراء (ع)، وهي هبة معنوية لا تعادلها كل الهبات المادية، ويؤكد هذا الأمر ما رواه الكليني بسند صحيح عند بعض علمائنا (كالسيد الخوئي في صالح بن عقبة) عن الإمام الباقر (ع) قال:
«ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة (ع)، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (ص) فاطمة» . (الكافي ج3 ص343 ح14)
والإنسان يهب أعظم الهدايا وأغلاها لأعظم الأشخاص وأكثرهم حبا إلى نفسه، ونبينا صلى الله عليه وآله هو النبي العظيم الذي لاينطق ولا يفعل عن الهوى، ففعله كاشف عن أن الزهراء (ع) أحب الخلق إليه، رزقنا الله وإياكم زيارتها في الدنيا وشفاعتها في الآخرة إنه سميع مجيب.
جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى