قيمة الزهراء عليها السلام
صفحة 1 من اصل 1
قيمة الزهراء عليها السلام
مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي - ص 45
قيمة الزهراء عليها السلام :
قد يتساءل بعض الناس ، ويقول : إن إشراك الزهراء ( ع ) في قضية المباهلة لا دلالة له على عظيم ما لها ( ع ) من قيمة وفضل ، فإنه ( ص ) إنما جاء بأهل بيته ( ع ) ، لأنهم أعز الخلق عليه ، وأحبهم إليه ، ليثبت أنه على استعداد للتضحية حتى بهؤلاء من أجل هذا الدين ، ولا دلالة في هذا على شئ آخر .
ونقول في الجواب : لقد أشرك الله سبحانه الزهراء في قضية لها مساس ببقاء هذا الدين ، وحقانيته ، وهي تلامس جوهر الإيمان فيه إلى قيام الساعة ، وذلك لأن ما يراد إثباته بالمباهلة هو بشرية عيسى عليه السلام ، ونفي ألوهيته .
وقد خلد القرآن الكريم لها هذه المشاركة لكي يظهر أنها عليها السلام قد بلغت في كمالها وسؤددها وفضلها مبلغا عظيما ، وبحيث جعلها الله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى النبي والوصي والسبطين ، وثيقة على صدق النبي ( ص ) فيما يقول ، حيث إن الله سبحانه هو
- ص 46 -
الذي أمر نبيه ( ص ) بالمباهلة بهؤلاء ، ولم يكن ذلك في أساسه من تلقاء نفسه ( ص ) .
إذن ، لم يكن ذلك لأنهم عائلته ، وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، بل لأن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها ، والنبي ( ص ) وعلي والحسنان عليهم السلام ، كانوا - وهم كذلك - أعز ما في هذا الوجود ، وأكرم المخلوقات على الله سبحانه ، بحيث ظهر أنه تعالى يريد أن يفهم الناس جميعا أن التفريط بهؤلاء الصفوة الزاكية هو تفريط بكل شئ ، ولا قيمة لأي شئ في هذا الوجود بدونهم ، وهو ما أشير إليه في الحديث الشريف ( 1 ) .
ثم إن إخراج أكثر من رجل وحصر عنصر المرأة بالزهراء عليها السلام في هذه القضية إنما يشير إلى أن أيا من النساء لم تكن لتداني الزهراء في المقام والسؤدد والكرامة عند الله سبحانه وتعالى فلا مجال لادعاء أي صفة يمكن أن تجعل لغيرها عليها السلام امتيازا وفضلا على سائر النساء .
فما يدعي لبعض نسائه ( ص ) - كعائشة - من مقام وفضل على نساء الأمة ، لا يمكن أن يصح خصوصا مع ملاحظة ما صدر عنها بعد وفاة رسول الله ( ص ) من الخروج على الإمام أمير المؤمنين ( ع ) ، والتصدي لحرب وصي رسول رب العالمين ، مما تسبب بإزهاق عدد كبير جدا من الأرواح البريئة من أهل الإيمان والإسلام ، فأطلع الشيطان قرنه من حيث أشار النبي ( ص ) وصدق الله العظيم
( 1 ) راجع الكافي : ج 1 ص 179 و 198 والغيبة للنعماني : ص 139 و 138 وبصائر الدرجات : ص 488 و 489 وراجع : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) : ج 8 ص 359 عنهم . ( * )
- ص 47 -
وصدق رسوله الكريم .
إذن ، فلا يصح اعتبار ما صدر عنها من معصية الله مسوغا لممارسة المرأة للعمل السياسي - كما ربما يدعي البعض - ولا يكون قرينة على رضى الإسلام بهذا الأمر ، أو عدم رضاه .
أما ما صدر عن الزهراء ( ع ) فهو المعيار وهو الميزان لأنه كان في طاعة الله وهي المرأة المطهرة المعصومة التي يستدل بقولها وبفعلها على الحكم الشرعي ، سياسيا كان أو غيره .
قيمة الزهراء عليها السلام :
قد يتساءل بعض الناس ، ويقول : إن إشراك الزهراء ( ع ) في قضية المباهلة لا دلالة له على عظيم ما لها ( ع ) من قيمة وفضل ، فإنه ( ص ) إنما جاء بأهل بيته ( ع ) ، لأنهم أعز الخلق عليه ، وأحبهم إليه ، ليثبت أنه على استعداد للتضحية حتى بهؤلاء من أجل هذا الدين ، ولا دلالة في هذا على شئ آخر .
ونقول في الجواب : لقد أشرك الله سبحانه الزهراء في قضية لها مساس ببقاء هذا الدين ، وحقانيته ، وهي تلامس جوهر الإيمان فيه إلى قيام الساعة ، وذلك لأن ما يراد إثباته بالمباهلة هو بشرية عيسى عليه السلام ، ونفي ألوهيته .
وقد خلد القرآن الكريم لها هذه المشاركة لكي يظهر أنها عليها السلام قد بلغت في كمالها وسؤددها وفضلها مبلغا عظيما ، وبحيث جعلها الله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى النبي والوصي والسبطين ، وثيقة على صدق النبي ( ص ) فيما يقول ، حيث إن الله سبحانه هو
- ص 46 -
الذي أمر نبيه ( ص ) بالمباهلة بهؤلاء ، ولم يكن ذلك في أساسه من تلقاء نفسه ( ص ) .
إذن ، لم يكن ذلك لأنهم عائلته ، وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، بل لأن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها ، والنبي ( ص ) وعلي والحسنان عليهم السلام ، كانوا - وهم كذلك - أعز ما في هذا الوجود ، وأكرم المخلوقات على الله سبحانه ، بحيث ظهر أنه تعالى يريد أن يفهم الناس جميعا أن التفريط بهؤلاء الصفوة الزاكية هو تفريط بكل شئ ، ولا قيمة لأي شئ في هذا الوجود بدونهم ، وهو ما أشير إليه في الحديث الشريف ( 1 ) .
ثم إن إخراج أكثر من رجل وحصر عنصر المرأة بالزهراء عليها السلام في هذه القضية إنما يشير إلى أن أيا من النساء لم تكن لتداني الزهراء في المقام والسؤدد والكرامة عند الله سبحانه وتعالى فلا مجال لادعاء أي صفة يمكن أن تجعل لغيرها عليها السلام امتيازا وفضلا على سائر النساء .
فما يدعي لبعض نسائه ( ص ) - كعائشة - من مقام وفضل على نساء الأمة ، لا يمكن أن يصح خصوصا مع ملاحظة ما صدر عنها بعد وفاة رسول الله ( ص ) من الخروج على الإمام أمير المؤمنين ( ع ) ، والتصدي لحرب وصي رسول رب العالمين ، مما تسبب بإزهاق عدد كبير جدا من الأرواح البريئة من أهل الإيمان والإسلام ، فأطلع الشيطان قرنه من حيث أشار النبي ( ص ) وصدق الله العظيم
( 1 ) راجع الكافي : ج 1 ص 179 و 198 والغيبة للنعماني : ص 139 و 138 وبصائر الدرجات : ص 488 و 489 وراجع : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) : ج 8 ص 359 عنهم . ( * )
- ص 47 -
وصدق رسوله الكريم .
إذن ، فلا يصح اعتبار ما صدر عنها من معصية الله مسوغا لممارسة المرأة للعمل السياسي - كما ربما يدعي البعض - ولا يكون قرينة على رضى الإسلام بهذا الأمر ، أو عدم رضاه .
أما ما صدر عن الزهراء ( ع ) فهو المعيار وهو الميزان لأنه كان في طاعة الله وهي المرأة المطهرة المعصومة التي يستدل بقولها وبفعلها على الحكم الشرعي ، سياسيا كان أو غيره .
مواضيع مماثلة
» تنزه الزهراء عليها السلام عن الطمث والنفاس
» مأساة الزهراء عليها السلام
» هل الزهراء عليها السلام أول مؤلفة في الإسلام
» لماذا ؟ ! كتاب مأساة الزهراء عليها السلام
» * الفصل الثاني : الزهراء عليها السلام والغيب *
» مأساة الزهراء عليها السلام
» هل الزهراء عليها السلام أول مؤلفة في الإسلام
» لماذا ؟ ! كتاب مأساة الزهراء عليها السلام
» * الفصل الثاني : الزهراء عليها السلام والغيب *
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى