alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاختصاص وكتاب سليم

اذهب الى الأسفل

الاختصاص وكتاب سليم Empty الاختصاص وكتاب سليم

مُساهمة  جند المرجعية الإثنين مايو 31, 2010 9:15 pm

مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي - ص 89



الاختصاص وكتاب سليم

ومن المؤاخذات التي أشيعت : إن من بين المصادر التي اعتمدناها كتاب الاختصاص ، وكتاب سليم بن قيس ، وليس بالضرورة أن يكون هذان الكتابان معتمدين لدى أولئك الذين يثيرون هذه القضايا ، مع رجوع أكثر الروايات الدالة على قضية الزهراء ( ع ) إلى هذا الثاني .

ونقول :
1 - إن المصادر التي سجلت الأحداث التي جرت على الزهراء لا تنحصر في هذين الكتابين ، ولا تنتهي إليهما ، وإن أدنى مراجعة لكتابنا : " مأساة الزهراء ( ع ) " ولأسانيد ومضامين الروايات التي أوردناها فيه ، والتي رواها أهل السنة والشيعة . . كفيلة بإظهار خطأ هذا القول وفساده .

حيث يظهر للمتأمل أن الروايات متضافرة ، ومتواترة ، قد رويت من طرق مختلف المذاهب .

وما روي عن كتاب سليم لا يزيد على نصوص يسيرة ، ربما لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .

واختلاف الروايات في سياق الخبر ، وفي رجال الأسانيد شاهد صدق على أن النقل لم يكن من كتاب واحد ، هو كتاب سليم الذي قد تجد لدى البعض حساسية خاصة تجاهه .

- ص 90 -


2 - أما بالنسبة لكتاب الاختصاص فنقول : إن نفس ذلك البعض قد اعتمد على هذا الكتاب مصرحا بنسبته إلى الشيخ المفيد . ( 1 ) وقد تحدثنا في كتاب المأساة عن الشبهات التي أثيرت وحوله وقد ظهر أنها كلها مما لا يصح الالتفات إليه .

3 - إن توثيق كتاب سليم بن قيس ، وقبول رواياته لا يتوقف على توثيق الطريق إليه بصورة صريحة ومباشرة ، إذ يكفي لقبول رواياته تلقي العلماء له بالقبول والرضا ، والأخذ منه واعتمادهم الظاهر عليه مع عدم التفاتهم إلى ما يقال حول رجال الطريق إليه ، شاهد قوي على أن هذا الكتاب فوق مستوى النقد ، وأن له من الثبات ، والقوة ما قد قامت القرائن عندهم على صحته إلى درجة أنه لم يكن ثمة أية شبهة يعتد بها يمكن أن تخدش عندهم في صحته . . وإذا ما ناقش بعضهم في إحدى الروايات فيه ، فهو كمناقشاتهم في بعض الروايات التي في الكافي ، أو التهذيب ، كما صرح بذلك الإمام الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث .

بل إن المعيار - بنظر نفس ذلك البعض ، الذي نحن بصدد مناقشة مقولاته - هو الخبر الموثوق ، لا خبر الثقة ، فلا حاجة عنده إلى وثاقة الطريق . إذ يكفي وثاقة المضمون والاطئمنان إليه ، وما ذكره مبررا للشك في المضمون من استحسانات عقلية ،

( 1 ) راجع : تأملات في آفاق الإمام الكاظم ( ع ) : ص 40 . ( * )

- ص 91 -


لا ينهض على مطلوبه كما أوضحناه في كتاب المأساة ، وأشار إليه الإمام الخوئي في معجم رجال الحديث .

والحاصل : إننا قد قلنا : إن كتاب سليم قد تلقته الأمة بالقبول والرضا . كما تلقت غيره من كتب الإمامية المعتمدة ، وإن كان بعض العلماء قد ناقش ببعض ما ورد فيه من روايات . . وهذا هو ما قصده آية الله العظمى السيد الخوئي رحمه الله حين دافع عن مضمون الكتاب تارة ، ثم حكم بضعف الطريق إليه أخرى وإنما صدر منه ( ره ) ما صدر باعتبار كونه قائلا بحجية خبر الثقة لا الخبر الموثوق .

ولعمري . . إن من يقرر الأخذ بروايات أهل السنة من دون تحفظ أو تدقيق في أسانيدها ( 1 ) ، إذا حصل له الوثوق بصحة مضمونها وانعدمت في نظره دواعي الكذب فيها ، لا يحق له النقاش في كتاب سليم الذي هو من أهم الكتب التي تلتزم أصول المذهب الحق ، ولا تشذ عنها .

ثم إنه كيف يحصل له الوثوق بمرويات كتب أهل السنة في الأمور الفقهية بحجة أنه لا داعي للكذب فيها ، ولا يحصل له الوثوق في كتب أهل السنة أيضا وفي أمور ذكروها عن أشخاص لا يحبون إدانتهم في شئ ، مع عدم وجود داع للكذب فيها أيضا ، بل الداعي يسوقهم إلى عدم التصريح بتلك الأمور ،

( 1 ) كتاب النكاح : ج 1 ص 58 . ( * )

- ص 92 -


وعدم ذكرها ؟ ! ! ! انطلق بطريقة غير شرعية : وعدا عن ذلك كله ، فإن أطرف ما سمعناه عن كتاب المأساة هو ما ذكره البعض حين سئل عن الكتاب فقال : " لا أعلق على هذا الكتاب ، أنا لا أرد على كثير من الأشياء التي تنطلق بطريقة غير شرعية ، وغير مسؤولة " .

ولم يتضح لنا المراد من هذه الإجابة ، فهل يعني بالطريقة غير الشرعية أن الكاتب بدل أن يمسك القلم باليد اليمنى أمسكه باليد اليسرى ؟ أو أنه قد كتب بحبر مغصوب ، وقلم مغصوب على ورق مغصوب ؟ أو أننا بدل أن نبدأ من أعلى الصفحة بدأنا من أسفلها .

ولماذا لا يقال : إن الشتائم والاتهامات الباطلة التي توجه للآخرين بمناسبة وبغير مناسبة هي الأخرى تنطلق بطريقة غير شرعية ؟ ! أم أن باء البعض تجر وباء غيره لا تجر ؟ ! !

وهل ما قاله وكتبه الآخرون كردود على كتاب " مأساة الزهراء " من أباطيل وأكاذيب ، وتزوير للحقائق ، وخيانة للأمانة ، وإيهام للناس وتلبيس عليهم ، وسائر ما اشتملت عليه كتبهم ومقالاتهم من شتائم وافتراءات ، ثم توزيع ما كتب مجانا ، وإثارة

- ص 93 -


ضجة إعلامية للترحيب به ؟ ؟ هل أن كل ذلك قد انطلق بطريقة شرعية ؟ ! ! إننا نريد أن لا ندري ولعل الفطن الذكي يعرف ويدري .

توثيق النصوص : وقد واجهنا بعض العتب من إخوة لنا على عدم توثيق أقوال ذلك البعض ، بنسبة تلك الأقوال إلى مصادرها ، أو تواريخ صدورها ، أو إذاعتها ، على اعتبار أن ذلك من الأمور الفنية التي تكمل الكتاب ، وتبعث على طمأنة القارئ بصحة تلك النسبة إلى صاحبها .

ونقول : إننا لم نجد حاجة إلى ذلك لأسباب :

أولها : إننا لم نرد التركيز على الأشخاص ، حنى لا ينسب ذلك إلى الاستهداف الشخصي لأحد من الناس .

ثانيها : إننا أردنا أن لا نساهم في ذيوع نسبة هذا الأمر إلى هذا البعض أو ذاك ، أكثر مما ذاع ، وذلك صيانة له عن التعرض لما

- ص 94 -


لا نحب أن يتعرض له . وصيانة لبعض الطيبين من الناس من الوقوع في الشبهة والخطأ .

ثالثها : إن ما ذكرناه في كتابنا قد أصبح له من الشهرة والذيوع ما يغني عن الإحالة إلى مصادره ومآخذ . ولا نظن ، أن يتمكن ذلك البعض من إنكار أي من مقولاته التي أشرنا إليها ، وهو أعرف الناس بنوع وحجم ما صدر عنه من تصريحات مكتوبة ، ومسجلة ، ومذاعة ، يتداولها الناس ، في أطراف العالم الإسلامي ، وفي البلاد التي يتواجد فيها المسلمون . . ومن المضحك المبكي : أن نجد بعض من يريد الانتصار لصاحب تلك المقولات يطالبنا في موارد يسيرة جدا بمصادر ما نقلناه .

ولو أنه راجع كتابات صاحبه ، أو تصريحاته المنشورة والمتداولة ، فلربما أغناه ذلك عن التفوه بما تفوه به .

لا داعي لأي تغيير : وبعد . . فقد نجد البعض يقترح : أن في تمهيد الكتاب بعض الحدة ، فلو أمكن تخفيفها في الطبعات التالية للكتاب ؟

ونقول : إن تمهيد الكتاب إنما هو إجابات على مقولات أطلقها البعض في سياق إقناع الناس بآرائه حول قضية الزهراء ( ع ) .

- ص 95 -


وقد جاء الجواب عن هذه المقولات علميا واضحا وصريحا ، ولم نجد ضرورة للتعمية على القارئ الكريم ، بعد أن كانت هذه المقولات قد نشرت وأذيعت عبر أجهزة الإعلام .

ولا نجد في هذا التمهيد أي سباب لأحد . اللهم إلا إذا كانت الحقيقة العلمية تمثل صدمة لهم ، ويعتبرون الجهر بها أو الإجابة عنها سبابا وشتما .

ولماذا جاز لذلك البعض أن يعترض على كل علماء الأمة ، من أول الإسلام إلى يومنا هذا ويجرح فيهم ، وينال منهم ؟ ثم جاز له أن يواصل اتهام العلماء المخلصين بالتخلف وبسوء الفهم ، وبالعقد النفسية ، وبالعمالة للمخابرات ، أو الوقوع تحت تأثيرها ، وبأنهم بلا دين ، وما إلى ذلك مما حفل به قاموسه ؟ .

ولم يجز للآخرين أن يجهروا - جوابا على ذلك - بالحقيقة العلمية المبددة لكل شكوكهم وأوهامهم ، وأن يوقفوهم على أخطائهم في حق هذا الدين بصورة صريحة وواضحة ؟ ! .

أليس ذلك البعض هو الذي تحدث عن هذه الأساليب على أنها أساليب الكفار في مواجهة النبي ( ص ) والمؤمنين ؟ فهو يقول : " فقد نحتاج إلى أن نتعلم من هذا الموقف : كيف نواجه الاتهامات التي تتحرك بها حرب الأعصاب التي يوجهها أعداء الله إلى العاملين في سبيله : من السخرية ، والاستهزاء ، والاتهامات بالرجعية ، والتأخر ، والتخلف ، والبعد عن ركب

- ص 96 -


الحضارة ، ومستوى العصر ، إلى غير ذلك من الكلمات غير المسؤولة التي تتمثل بتهمة العمالة للأجنبي ، أو السير في ركابه ، مما يراد منه تحطيم أعصابنا لننسحب من خط العمل ، ونترك الدعوة إلى الله . . " ( 1 ) .

ويقول أيضا : " إننا نجد إلى جانب المفردات الدينية من كفر وزندقة وهرطقة كلمات كالرجعية والخيانة ، والعمالة ، والسقوط ، وما إلى ذلك ، مما جعلنا نستهلك جماع القاموس المتوافر حتى أصبحنا نفزع إلى قاموس المفردات الأجنبية من إنكليزية وفرنسية ككلمة نازي ، فاشي ، توتاليتاري ، وما أشبه ذلك .

لذلك بت أتصور أن الحدة التي يعيشها الإنسان الديني المسلم في الشرق ، هي الحدة نفسها التي يعيشها الإنسان العلماني في هذا الشرق ، لا سيما ما يتصل بالمفردات التي تدور حول موضوعات عامة كالتقدمية والرجعية أو الكلمات التي تدور حول المسائل السياسية المباشرة .

من خلال ذلك نفهم أن هذه الظاهرة ليست ظاهرة دينية محضة بما هو المضمون الديني في العمق ، وإن كان له دور في ذلك ، ولكنها ظاهرة تتصل بالحالة الانفعالية الشرقية التي

( 1 ) رسالة التآخي : رقم 1 من دروس السيرة النبوية . في ذكر المولد : ص 22 و 23 . ( * )

- ص 97 -


استطاعت الماركسية أن تزيدها عمقا ، من خلال الأسلوب الماركسي في مواجهة الفكر المضاد أو الإنسان المضاد .

وإنني أزعم بأن الإسلاميين عندما لجأوا إلى بعض الأساليب الحادة فإنهم كانوا في المسألة السياسية ، يختزنون الأسلوب الماركسي في ممارستهم للإسلام ( 1 ) .

وبعدما تقدم نقول : إننا لا ندري كيف جاءت هذه الكلمات لتجعلنا أمام سؤال حرج ، عن وجه الحكمة في أن يمارس بعض المؤمنين ضد بعضهم ، الأساليب التي يمارسها أعداء الله ضد المؤمنين ؟ ! وقبل أن أختم كلامي هنا ، فإنني أذكر القارئ الكريم بأمور ثلاثة :

الأول : أنني أعده بأن يشهد من جديد هجمة شرسة علينا فيها الكثير من الشتائم ، والاتهامات ، وإثارة الأجواء وتعبئة النفوس ضدنا بحجة أن ثمة تجريحا بشخص فلان من الناس ، وبحجة أن الطرح لم يكن علميا ولا موضوعيا .

الثاني : ستجدهم يتمسكون بأمور صغيرة وجانبية للتعمية على الموضوعات الحساسة والهامة وتمييع القضايا .

( 2 ) المرشد : العددان 3 - 4 ص 198 و 199 . ( * )

- ص 98 -


الثالث : أنهم سيعتبرون هذا الدفاع المشروع عن الحق والحقيقة إثارة للفتنة من جانب واحد ، علما بأننا لم نتعرض إلى مقولاته الكثيرة في مختلف قضايا الدين والإيمان وهي حساسة وخطيرة كما المحنا إليه .

ولسوف لن يتذكروا الإثارات المتتابعة وبمزيد من الإصرار من قبله والتحدي لعلماء الأمة ومراجعها لتلك القضايا الحساسة والهامة . التي أشرنا إليها أكثر من مرة ، وإن غدا لناضره لقريب .

عصمنا الله من الزلل في الفكر والقول والعمل .
نسأل الله سبحانه أن يجمعنا على الخير والهدى والصلاح وهو حسبنا ونعم الوكيل .
27 ربيع الثاني 1418 ه‍ . الموافق 31 آب 1997 م .
جعفر مرتضى العاملي
جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى