في مدح الزهراء ( عليها السلام )

غيداء ترفل في شمائل حسنها والنور شع بأفقها المتنائي

تختال روح القدس في أحضانها مزدانة ببريقها الألاء

وأريجها قد عم في أرجائها حتى غدت كالواحة الغناء

سبحان من أحيا الجمال بوجهها فتهللت كالغادة الحسناء

*************

ما سر هذاالحسن في جنباتها من شق نور الفجر في الظلماء

قالوا: رويدك يا أخي فهذه بشرى أتتك بمولد الزهراء

فتدفقت فيخافقي مشاعري كتدفق الغدران في الصحراء

وتسابقت رغم الزحام بوجدها ترنو اللقاء بلهفة ورجاء

إذ أنها رادت تبل أوامها من ناظريك فأنت نبع الماء

لكنها عادت تبث حنينها لم تهتدي للشط والميناء

عادت تخط بشوقها وأوامها مخطوطة نظمت بنبض ولائي

أن الفؤاد غدا لروحك مسكنا وهو المقام ومرقد النبلاء

*************

من كان مثلك في الخلائق مرأة صنعت دعائم مجدها بإباء

من ذا يشاطرك الجلال وأنت في برج الجلال وذروة العلياء

أولست أفضلهم بطيب أرومة أولست بنت الوحي والإسراء

أولست أنت الشمس قد زفت إلى قمر الحياة وبدرها الوضاء

سيف العدالة حيدر وعمادها للدين بات كقلعة شماء

السابق السباق في سبق الفدا ومجالد الأبطال في الهيجاء

*************

ماذا عساها أن تبوح قريحتي وتفيض من مدح ومن إطراء

فهواكم غذى جداول حبنا وقرائح الخطباء والشعراء

والله ما خطت يميني أحرفا إلا ابتغاء محبة ورضاء

فالله شرفكم وأوجب حبكم وحباكم بالفضل والنعماء

سأظل رغم الشانئين لكم يدا تردي وتكسر شوكة الأعداء

ويظل حر في ما بقيت مساندي ليرد كيد الجهل والجهلاء

إذ أنهم رامو هم أن يطمسوا شمس الحقيقة في عيون الرائي

هل يحجب الشمس المضيئة غيمة قد سيرتها الريح في الأجواء

قالوا بأن الأنبياء جميعهم ما أرثو إرثا غلى الأبناء

وبذاك هم غصبوك فاطم حقك وبذاك أذوا فارس البطحاء

رجل له التأريخ طأطأ رأسه والدهر خر برعشة رعشاء

وتسبح الأحجار بين أكفه فهو الدليل بحالك الدهماء

أو مثله الكرار ينقص حقه عسفا يسمى رابع الخلفاء

لا، قد تمادوا في غياهب جهلهم بل أول الخلفاء والأمراء

احسنت سيد على مشاركاتك الجيده وارجوا منك المزيد