alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التكتف والشهادة بالولاية

اذهب الى الأسفل

التكتف والشهادة بالولاية Empty التكتف والشهادة بالولاية

مُساهمة  جند المرجعية الإثنين مايو 31, 2010 9:13 pm

مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي - ص 76



التكتف والشهادة بالولاية

وكنموذج للمفارقات في منهجه الفقهي نذكر المثال التالي : إنه يعتبر أن في قول " أشهد أن عليا ولي الله " في الإقامة مفاسد كثيرة ، حيث يقول وهو يتحدث عنها : " لا أجد مصلحة شرعية في إدخال أي عنصر جديد في الصلاة ، في مقدماتها وأفعالها ، لأن ذلك قد يؤدي إلى مفاسد كثيرة " ( 1 ) .

ولا ندري لماذا لا يزيلها من الأذان أيضا ، فإنه أيضا من مقدمات الصلاة كما هو مقتضي عبارته .

ثم يقول : وهو يعدد مبطلات الصلاة : " تعمد قول آمين على الأحوط . وإن كان للصحة وجه ، لا سيما إذا قصد بها الدعاء " ( 2 ) .

ثم يعد من المبطلات أيضا : " التفكير - وهو التكتف بوضع اليد اليمنى على الشمال أو العكس ، على الأحوط ، ولا سيما إذا قصد الجزئية . وإن كان الأقوى عدم البطلان بذلك ، في فرض عدم قصد الجزئية ، وانتفاء التشريع ، خصوصا إذا قصد به الخضوع والخشوع لله ( 3 ) الخ . . . "

( 1 ) المسائل الفقهية : ج 2 ص 123 ط 1996 .
( 2 ) المسائل الفقهية : ج 1 ص 92 ط خامسة . ( 3 ) المسائل الفقهية : ج 1 ص 92 91 ط خامسة . ( * )

- ص 77 -


إذن فليس لديه دليل على بطلان الصلاة بالتكتف ، ولا بقول آمين تعمدا ، لكون المسألة احتياطية عنده ، والاحتياط عنده يستبطن الميل للجواز ، بل بلا مانع عنده من قول آمين في الصلاة حتى لو لم يقصد بها الدعاء ، لوجود وجه للصحة عنده . وكذلك الحال بالنسبة للتكتف في الصلاة ، مع عدم قصد الجزئية .

والملفت هنا : أنه لم يسجل أي تحفظ على ذلك - فلم يعتبره يؤدي إلى مفاسد كثيرة - كما تحفظ على الشهادة الثالثة معتبرا لها كذلك ، رغم أن التكتف وقول آمين كلاهما مثلها عنصران جديدان دخلا في أمر واجب - وهو الصلاة - لا في مستحب .

ثم إن هذا العنصر قد دخل في الصلاة نفسها ، لا فيما يحتمل كونه جزءا منها ، رغم أن هذا الاحتمال موهون جدا . . ولماذا هذا الاحتياط في خصوص الشهادة الثالثة ؟ ! أمن أجل مجرد احتمال ؟ أليس هو نفسه يشن هجوما قويا على كل العلماء الذين يوجبون الاحتياط حتى في موارد الأحكام الإلزامية ( 1 ) ؟ !

ولعل ما ذكرناه من التلميح يغني القارئ عن التصريح ، فيما يرتبط بموقفه من أمرين : أحدهما يرتبط بعلي ( ع ) ، والآخر - التكتف وتعمد قول آمين في الصلاة - يرتبط بجهة تريد أن

( 1 ) راجع : المرشد : العددان 3 - 4 ص 263 . ( * )

- ص 78 -


تكرس ما سوى خط ونهج علي ( ع ) ! ! والذي نتمناه بعد أن حكم باستلزام ذكر الشهادة لأمير المؤمنين ( ع ) - وفي كل من الأذان والإقامة - استلزامها لمفاسد كثيرة الذي نتمناه هو أن لا يتوسل إلى ذلك بالجبر والقهر . . وذلك عملا بالقاعدة التي استدل بها على حرمة التدخين ، وكل مضر ، واستنبطها من قوله تعالى : * ( وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) * حيث راق له تفسير الإثم بالضرر من دون أن يكون لذلك شاهد من اللغة . . ولم يرق له تفسير النفع بالمثوبة مع عدم وجود مرجح لأحدهما على الآخر .

وبعد ، فإننا لا نريد أن نذكر هذا البعض بتعهداته بأن يكون جميع فتاويه تحظى بموافق لها من علماء الطائفة ، فإن حكمه الاحتياطي باستحباب ترك الشهادة لعلي ( ع ) في الإقامة والأذان لم نجد له فيه موافقا ، لا من الأولين ولا من الآخرين ، بعد تتبعنا الواسع لما يزيد على رأي مئة عالم رضوان الله عليهم أجمعين . . فليذكر لنا ولو عالما واحدا يقول : الأحوط استحباب ترك الشهادة بالولاية في الإقامة وفي الأذان مع عدم قصد الجزئية .

- ص 79 -


جواز النظر إلى العراة :

وهل هذا إلا من قبيل قوله بجواز نظر الرجل إلى عورة الرجل والمرأة إلى عورة المرأة ، استنادا إلى مجرد استحسانات عقلية ، وإلى القياس ، بل هو قدت جوز بصراحة تامة النظر إلى عورات المشاركين في نوادي العراة ( 1 ) .

مع أن حرمة ذلك من الواضحات في مذهبنا . . فهذا ذكر لنا عالما واحدا يوافقه على هذه الفتوى ؟ ! فلعله لا حرج بعد اليوم من التوجه إلى تلك النوادي للاستفادة العملية ( ! ! ! ) استنادا إلى ذلك ( ! ! ! ) عصمنا الله من الزلل في الفكر والقول ، والعمل .

حول النشاط الاجتماعي للزهراء : هذا . . ومن الأمور التي أثيرت ، قولهم : إننا تحدثنا عن النشاط الاجتماعي للسيدة الزهراء ( ع ) ، حين ناقشنا مقولة

( 1 ) كتاب النكاح : ج 1 ص 66 ، بل إن دليله الذي استدل به لا يأبى عن تجويز نظر الرجال إلى عورات النساء ، والنساء إلى عورات الرجال ، حيث اعتبر أن هذا الأمر ليس من الأمور التعبدية ، بل الميزان فيه هو إسقاط ذي العورة لحرمة نفسه بكشف عورته ، فإذا أسقط الحرمة جاز النظر ، كما جاز النظر للواتي لا ينتهين إذا نهين . فراجع كلامه في الموضوع المذكور . ( * )

- ص 80 -


البعض إنه : " لا يجد في التاريخ ما يشير إلى نشاط اجتماعي للزهراء عليها السلام في داخل المجتمع الإسلامي إلا في رواية أو روايتين " - تحدثتا " عن عدم إنشائها مؤسسات خيرية ، أو عدم مشاركتها في جمعيات إنسانية وما إلى ذلك .

فاعتبروا ذلك تعريضا بنشاطات البعض في هذا المجال ، وكأنهم - يريدون أن يجدوا متمسكا لإظهار : أن الكتاب قد تعرض لجوانب شخصية ، لا علاقة لها بالجانب العلمي الذي وضع الكتاب على أساسه . كما أنهم اعتذروا عن ذلك البعض ، بإنه إنما كان بصدد النقد والإدانة للتاريخ الظالم .

ونقول :

أولا : إن اهتمام البعض بالمؤسسات الخيرية والإنسانية لا يعتبر إدانة له ، ولا هو نقطة ضعف في حياته العملية ، ليصح التعريض به .

ثانيا : إن القيام والتصدي لأمور من هذا القبيل والإهتمام بها ليس من الأمور الخاصة بهذا الفريق أو ذاك الفريق ، بل إن ذلك يعتبر من صيغ العمل المتداولة لدى من يتعامل مع القضايا الاجتماعية ، ولم نعترض على هذا النوع من العمل ، وليس لدينا مشكلة في هذا الاتجاه .

- ص 81 -


ثالثا : إن كل من قرأ بوعي وإنصاف ما كتبناه ، قد فهم المعنى المراد ، وإذا كان ثمة من يحتاج إلى توضيح فإننا نقول له : إننا قد تعرضنا لمناقشة المحتملات في دائرة مقتضيات الحياة الاجتماعية في ذلك العصر . .

رابعا : إننا لا نتصور إلا أن التاريخ قد ظلم الزهراء ( ع ) ، كما ظلم كل أهل الحق وكل المخلصين ، والعاملين في سبيل الله ، لكن نفي وجود أكثر من رواية أو روايتين فيه يحتاج إلى إشراف كامل وتتبع تام للنصوص التاريخية في مختلف المؤلفات والمصنفات ، وقد ذكرنا في الكتاب نماذج تفيد : أن من أطلق هذا القول لم يقم بهذا الاستقصاء ليصح منه طرح الموضوع بهذه الطريقة .

وخامسا : إن نفس هذا القائل يذكر للسيدة الزهراء ( ع ) في خطبه المختلفة والمتعددة الكثير من الأمور التي تقع في هذا السياق - كما صرح به بعض من تصدى للدفاع عنه - فما معنى هذا الحصر الدقيق للموضوع في رواية أو روايتين ؟ ! مع كوننا نجد هذه الأمور قد وردت في أكثر من ذلك ، كما هو واضح .
جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى