alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السباب والشتائم

اذهب الى الأسفل

السباب والشتائم Empty السباب والشتائم

مُساهمة  جند المرجعية الإثنين مايو 31, 2010 9:07 pm

مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي - ص 56



السباب والشتائم

ومن الأمور التي أخذت على الكتاب وخصوصا التمهيد منه : أنه - كما يدعون - يشتمل على شتائم وتهجمات شخصية على البعض :

ونقول :
1 - إننا لا نجد لهذا القول مبررا معقولا أو مقبولا ، فالتمهيد إنما عالج مقولات أطلقها البعض في سياق استدلالاته - على القضية التي هي موضوع كتاب مأساة الزهراء - لتكون جزءا منها تارة ولتخلق حالة من الحصانة والقوة والثبات لتلك الأدلة في أذهان الناس العاديين تارة أخرى .

وعلى سبيل المثال نقول : لماذا يقال للناس العاديين : أنه أنما يطرح تساؤلات حول الزهراء ، أو أن انتقاد مقولاته حول الزهراء يعتبر تشهيرا به ، أو أن كلامه في هذا الأمر اجتهاد ؟ ! بل هو يقول : " ناقشت كل العلماء في إيران وغيرها الخ . . . " أليس قوله هذا لأجل خلق حالة من الإذعان والانبهار بالأمر لدى الناس العاديين ، حتى يتم اعتباره في أذهانهم في عداد الأمور المحققة اليقينية ؟

- ص 57 -


ولعل من لم يكن يتابع ما يصدر عن البعض من تصريحات مذاعة أو مكتوبة حول موضوع الكتاب وغيرها من الموضوعات الهامة والتي طرحت أخيرا - لعله - يعذر في تصوره أن في التمهيد بعض القسوة . لكن من واكب ، وسمع ، وقرأ ، وعرف وشاهد ، فمن الصعب أن تجد له عذرا في إطلاق دعوى غرابة ما في تمهيد الكتاب عن الموضوعات المطروحة فيه ، لأنه سيجد ما يرتفع به استغرابه واستهجانه في نفس كلمات ذلك البعض في موضوع الزهراء بالذات فضلا عن غيره من المواضيع الحساسة .

2 - وعدا عن ذلك كله ، فهل يستطيع أحد أن يقدم لنا مفردة يصح أن يطلق عليها : أنه سباب أو شتائم ؟ ! . أو حتى ما هو أقل من ذلك بكثير ؟ !

3 - ولا أدري ، ما ذا سيكون موقف هؤلاء الناس ممن يدأب على إظهار نفسه بأنه لا يريد أن يجيب أحدا ، من موقع التسامح والترفع عن الدخول في هذه الأمور ، فإنه مشغول بما هو أهم ونفعه أعم ؟ !

ثم يواصل وصف الآخرين ، وكل من يعترض عليه من العلماء حتى مراجع الدين بأوصاف لعل أهونها : التخلف في الذهنية ، والعقد النفسية ، والتحرك من منطلق الغرائز ، وعدم التثبت ، ثم يصف بعض العلماء - الذين لا يقبلون بمقولاته - عبر الإذاعة : أنه لا يملك إلا أن يقول عنهم أنهم بلا دين ، هذا

- ص 58 -


فضلا عن اتهامات خطيرة جدا لم يزل يرددها ويشيعها في كل اتجاه . . ونحن نفضل أن لا نثقف أحدا بهذه المفردات ، فإننا نربأ بالناس عن تعلمها فضلا عن استعمالها .

أما ردود الفعل المكتوبة ، التي يسخر كل ما لديه من إمكانات لترويجها ونشرها رغم ما اشتملت عليه من زخرف القول ، ومن أضاليل وأباطيل ، وحتى أكاذيب ، فضلا عن التحريف أو التزوير المتعمد . واشتمالها على أفانين من الشتائم فقد غدت أوضح من الشمس ، وأبين من الأمس ، وقد أشرنا إليها في هذه المقدمة في الموضع المناسب .

صيغة الرد لماذا ؟ ! ! ويحاول البعض أن يثير تساؤلا آخرا يرى أنه جدير بالإهتمام وبالاحترام ، وهو : ألم يكن من الأفضل الابتعاد عن صيغة الرد ، التي تحمل في طياتها احتمالات التخطئة والتجهيل ، بل هي في الحقيقة من صيغ التحدي للقائل ، الذي يفترض صونه عن أمر كهذا ؟ ! ألم يكن من الأفضل أن يؤلف هذا الكتاب بطريقة أخرى ، بأن يطرح الموضوع مجردا عن أية إشارة إلى أن البعض يقول كذا ، أو يقول كذا ؟ !

- ص 59 -


ونقول :
أولا : لا ندري ما إذا كان النقد الموضوعي والعلمي يحمل في طياته صفة التحدي المزعومة ! ! ولو صح ذلك ، لكن الأجدر أن يقفل الناس باب أي نقاش علمي مع أي شخص بعينه ، بل كان الأجدر أن لا يجري نقاش بين اثنين في أية مسألة علمية فكرية ، أو حياتية على الإطلاق .

ثانيا : إن السؤال بل الاعتراض يتوجه على ذلك البعض نفسه حين يتصدى لنقد وتفنيد آراء بل اعتقادات طائفة بأسرها ، بل هو يستعمل كثيرا من عبارات التجريح لها ولعلمائها ويتهمهم بأنواع التهم القاسية مستعملا لذلك كلمات قوية وقاذعة أيسرها عدم الوعي والتأثر بالمحيط المتخلف ، والجمود ، والتحجر ، والعيش في الماضي وعدم الوعي - لا سيما المرجعي منه - ثم عدم العصرنة وما إلى ذلك .

ثالثا : إنا نستغرب كثيرا طرح هذا الموضوع بهذه الطريقة ، لأننا إنما تحدثنا بصيغة تجنبنا فيها التصريح باسم أحد ، وذلك تحاشيا لإحراج أي كان من الناس في أن يجد نفسه في موقع لا يرغب هو بأن يرى نفسه فيه .

- ص 60 -


فإذا كان ثمة حالة أسهم ذلك البعض نفسه في نشوئها بل في استمرارها لأنه لم يزل يصر على متابعة تحريك عوامل الإثارة ولا ندري سر ذلك ولا نعرف غاياته ، أو أهدافه ؟ حتى بات واضحا لدى الكثيرين من هو صاحب تلك المقولات - إذا كان الأمر كذلك - فما هو ذنبنا نحن يا ترى ؟ ! على أن من الواضح : أننا حين آثرنا تجنب التصريح بالأسماء لم يرتض بعض الناس ذلك فاعتبروه تنكيرا وتجهيلا وإهانة ، فأثاروا بذلك أجواء اتجهوا فيها نحو تولي الإعلان والتصريح بالأسماء حيث لم يرضهم التلويح أو التلميح . ونحن تعليقا على عملهم هذا لا نملك إلا أن نأسف ونأمل أن يوفقنا الله لمعرفة وجه الحكمة في صنيعهم هذا .

رابعا : إننا من جهة لم نزل نسمع ونرى البعض يقدمون أنفهسم على أنهم دعاة حوار ، ورواد انفتاح على الآخرين ، ولكنهم - مع ذلك - يقمعون محاوريهم من الداخل ، فلا انفتاح ولا حوار ؟ ! ثم يرفضون الحوار مع من لا يتمكنون من ممارسة القمع ضدهم بصورة ظاهرة .

ومن جهة أخرى نراهم يدعون إلى طرح القضايا على الناس بصراحة وبوضوح ، لأن العلم والفكر ليس حكرا على فريق دون فريق ، بل نجدهم يستثيرون شهية الكثيرين للحوار بقولهم : " نحن نعتبر النقد أفضل هدية تقدم إلينا . . " ثم في

- ص 61 -


المقابل نجدهم يواجهون هذا الكتاب المبني على الحقيقة العلمية الصريحة والواضحة بأشد حالات الغضب والانزعاج منه ومن مؤلفه . . ثم نجدهم يمارسون سياسة المحاصرة للكتاب ، ويبذلون جهدا كبيرا لمنع الناس من تداوله وحتى من بيعه وشرائه بطريقة أو بأخرى .

حتى بات حكمه أسوأ من حكم كتب الضلال التي جوز هذا البعض مؤخرا تداولها والاطلاع عليها ؟ ! ولعل أيسر ذلك محاولاتهم تحريك غرائز الناس ، باعتبار : أن هذا الكتاب هو ضد فلان أو يهدف إلى إسقاط هذا البعض ، أو ذاك . هذا كله . . عدا عن محاولات التشويه ، والتجني ، والتجريح التي لم وربما لن تقف عند حد . .

خامسا : إن الهدف من الكتاب إنما هو مناقشة علمية وموضوعية لمقولات معينة ، اجتمعت لدى البعض في موضوعات بعينها بهدف تصحيح النظرة لدى الذين يمكن أن يتأثروا بما يقال لهم ليقبلوه ، ويعملوا على أساسه .

ولو كان البحث المجرد عن الإشارة يكفي ، لكفت عشرات المؤلفات التي ذكرت تلك الموضوعات ، وحشدت لها الأدلة الكثيرة ، ولم يكن ثمة حاجة لكتابة " مأساة الزهراء ( ع ) " من الأساس .

- ص 62 -


وتلك الكتب الكثيرة والمعتمدة رغم أنها حافلة بالنصوص المزيلة لكل شبهة ، والقاطعة لأي عذر ، إلا أنها لم تمنع من تأثر هؤلاء الناس بمقولات هذا البعض ، في أمر اتفقت عليه كلمة شيعة أهل البيت ( ع ) ، وتضافرت ( 1 ) به النصوص عن المعصومين ( ع ) ، وتواترت عنهم وعن المؤرخين والمحدثين على اختلاف ميولهم ومذاهبهم .

لعل مراد القائل غير ما فهم منه : ومن الإعتراضات التي وجهت إلينا : أن من الممكن أن يكون مقصود القائل هو غير ما فهمتم من كلامه ، فلا بد من التأكد من ذلك بسؤال نفس صاحب تلك المقولات عن مقصوده .

ونقول :
1 - إن هذا البعض إنما يطرح مقولاته على الملأ العام ولعامة الناس ، فما فهمناه هو ما فهمه الناس من ظواهر كلماته ، ونحن لم ننسب إليه شيئا خارج نطاق دلالات الألفاظ التي

( 1 ) كما صرح به في خطبته في قم ، في حسينية الشهيد الصدر في 21 شعبان 1414 ه‍ . وقد تقدمت الإشارة إلى تحريف النص ، فراجع فقرة : " التنازع في جنس الملائكة " متنا وهامشا . ( * )

- ص 63 -


استخدمها للتعبير عن مقاصده ، وفق ما يفهم كل أهل اللغة ومن ينطق بها ، وطبق قواعد محاوراتهم ، وأساليبهم في تفهيم مقاصدهم .

2 - إنه إذا لم يستطع من قضى عدة عقود من الزمن في الدراسة والجهد العلمي أن يفهم مراد هذا البعض ، فمن ذا الذي يخاطبه هذا البعض بكلامه ، ويمكنه أن يفهمها ؟ ! ولنا أن نتساءل ما الذي فهمه أولئك الناس العاديون ، الذين حضروا مجلسه ، وسمعوا منه مباشرة أو عبر الإذاعة وغيرها ، وفيهم المرأة والرجل ، والكبير والصغير ، والشاب ، والمثقف ، وغير المثقف والعامل والفلاح .

3 - ولنفترض جدلا وجود خطأ في فهم بعض تلك الموارد ، فكم يمكن أن نتصور حجمه ومقداره إلى جانب عشرات الموارد التي فهمت كما يفهمها الناس المخاطبون بها بصورة سليمة وقويمة ؟ ! وماذا يمكن أن نفعل فيما اتفقت فيه أفهام العلماء الكبار ، ومراجع الدين ، وكثير من المثقفين ، وفيهم جماعة من غير مذهبنا أو ملتنا ؟ حتى أن البعض منهم بات يحتج على أهل هذا المذهب بكلامه ! وليدلنا صاحب الاعتراض على تلك الموارد التي تحتاج إلى التوضيح والتصحيح لنعرف كيف ؟ ولماذا أخطأنا في فهم المراد منها ؟ !

- ص 64 -


ثم للنظر فيما يطرح ويدعى أنه توضيح تنقيح هل يصلح لأن يوصف بذلك حقا وصدقا ، أو أنه غير صالح له ؟ ! المصطادون في الماء العكر : ومن الأمور التي لم نزل نسمعها من أكثر من جهة : أن هذا الكتاب قد أفسح المجال لفئات متناثرة هنا وهناك ، لتصطاد في الماء العكر - على حد تعبيرهم - وتتحرك باتجاه تحقيق أهداف أخرى لا ربط لها بما توخاه كتاب " مأساة الزهراء ( ع ) " .

ونقول : نخشى أن يكون المقصود : أن طرح الموضوعات المثيرة إذا كان من جانب واحد - هو جانب ذلك البعض - فليس ثمة من مشكلة ، حتى لو أدت إلى زعزعة ثوابت عقيدية وإيمانية ، بل إن الساحة سوف تبقى صافية كصفاء عين الديك حينئذ ، لكن إذا ما أراد أحد أن ينتصر للحق ، ويعترض على مقولات ذلك البعض ، بهدف تحصين الناس من الانسياق وراء هذه المقولات ، متلقيا لها بحسن نية وسلامة طوية ، ومن دون مناقشة فإن ذلك يعد جريمة كبرى ، لأنه ربما يمثل عقبة في طريق المشروع الذي قد يكون البعض يعمل له منذ أربعين أو خمسين سنة ، وهل ثمة جريمة أعظم من إلفات نظر الناس إلى ما يراد لهم وبهم ؟ ! ألا يعتبر ذلك إرباكا للواقع الإسلامي كله ، على حد تعبيرهم ؟

- ص 65 -


وبعد ما تقدم نقول :

1 - حبذا لو قيل هذا للكلام لأولئك الذين أثاروا هذه القضايا وأصروا على إشاعتها وتثبيتها بين الناس ، في مناسبات عديدة لمدة مديدة . وكنا نحن وكان كتابنا أيضا ضحية هذا الإصرار منهم ، حيث أديرت مفردات تأكيده وتجسيده بدراية وأناة ؟ وبالاستعانة بقدرات إعلامية كبيرة وأساليب " بديعة ومؤثرة " ، لطالما وجهت إلينا التحذيرات منها ، لكننا لم نلتفت لها ، ولم نأبه بها ، لأننا وجدنا أن واجبنا الشرعي يفرض علينا أن نعالج ما يمكن معالجته ، وأن رضى الله هو المطلوب .

2 - إن ثمة درجة عالية من التهويل والتضخيم لشأن من أسموهم بالمصطادين في الماء العكر ، لا سيما مع ملاحظة ما ذكرناه آنفا .

3 - من الواضح : أن طرح فكرة ما للناس لتصبح جزءا من عقيدتهم أو ثقافتهم ، وليكون لها تأثير بشكل أو بآخر في حياتهم ، يتطلب المبادرة إلى طرح الفكرة المغايرة التي تظهر أوجه الخلل فيها في نفس الفضاء ، وبنفس الكيفية التي طرحت فيها الفكرة الأولى ، ولا يصح الانتظار سنين متمادية ، لأن التصدي بعد تجذر ذلك سيكون - أصعب ، وأكثر تعقيدا ، وأقل نتيجة ، حيث تكون الفكرة قد تجذرت في نفوس الناس وعقولهم لتصير جزءا من عقيدتهم ، ومفاهيمهم ، وحياتهم .

- ص 66 -


4 - إنه سواء طرحت الفكرة الصحيحة اليوم أو غدا ، أو بعد عشرات السنين فليس ثمة ما يمنع من وجود مستفيدين ، في كل زمان ومكان ، ونحن نرى أنه لا يجوز أن يكون وجودهم مانعا من التصدي للتصحيح أو التوضيح ، وإلا فإننا لو أردنا أن نتقيد بهذا الأمر إلى هذا الحد ، فلن نتمكن من الرد على أية فكرة ، ولن نستطيع مواجهة أي مشروع ، لا سيما إذا كان يستهدف مفردات كثيرة ، من بينها ما هو على درجة كبيرة من الخطورة والحساسية ، مما يستدعي الإسراع في المبادرة إلى عملية التصحيح هذه .
جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى