alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إشارة

اذهب الى الأسفل

إشارة Empty إشارة

مُساهمة  جند المرجعية الإثنين مايو 31, 2010 9:02 pm

مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي - ص 31



إشارة

هذا ونود أن نشير هنا إلى أننا حين تحدثنا عن كتاب " مؤتمر علماء بغداد " ، فإن محط نظرنا كان نفس الكتاب ، من حيث أنه تأليف من ؟ ! وفي أي زمان ألف ؟ ! مع إلماحة إلى بعض المطالب الواردة فيه .

واعتمدنا في ذلك على النسخ المطبوعة والمنتشرة ، ولعل أفضلها هي النسخة التي علق عليها الأخ العلامة الشيخ محمد جميل حمود ، وطبعت تعليقاته في هوامشها ، وهي - والحق يقال - تعليقات نافعة ومفيدة ، وقد أتعب نفسه في جمع مصادرها والإشارة إلى الشواهد الدالة على وجود كثير من مضامين ذلك الكتاب في غيره من الكتب المعتبرة ، فشكر الله سعيه ، وسدد الله خطاه .

التازع في جنس الملائكة

وقد يقال أو يشاع : أن موضوع الكتاب هو من الأمور الهامشية التي لا أهمية لها ، فلماذا نشتغل بها ؟ مع أن البعض مشغول فيما هو أهم ، ونفعه أعم . وهل هذا إذا من قبيل التنازع في جنس الملائكة ، في حين أن الآخرين قد وصلوا إلى المريخ ؟ ! أليس ذلك دليل ضيق الأفق ، والتحجر ، والتخلف الفكري ؟ !

- ص 32 -


ونقول : 1 - ليت شعري من الذي طرح هذا الأمر وسواه من أمور كثيرة ، ولم يزل يصر عليها في وسائل إعلامه ، ويصرف الجهد ويجند الطاقات المادية ، والبشرية ، والمعنوية للتأكيد عليها ، وتكريسها ؟ ! ! ثم هو لم يزل يتهجم على علماء الأمة ومراجعها ، ويوجه إليهم شتى أنواع التهم من أجل خصوص هذه الأمور .

وقد شغل الناس والعلماء بها طيلة هذه الأشهر والسنين العديدة والمديدة .

2 - إن النزاع مع هذا البعض ليس في جنس الملائكة ، ولا هو من قبيله ، وإنما هو في أمور حساسة وهامة ، وبعضها له مساس بالإمامة ، والعصمة ، وبمواصفات الأنبياء ( ع ) ، والأئمة ( ع ) وبدورهم ، وبغير ذلك من أمور دينية . . أما قضية الزهراء ( ع ) ، فإن هذا البعض ينكر حصول أي عنف ضدها وفي بيتها سوى التهديد الصوري بالإحراق .

وهذا على خلاف ما كان قد أعلنه في مدينة قم المشرفة ، في خطبة له في حسينية الشهيد الصدر ، حيث يقول فيها بالحرف الواحد : " . . . حفل التاريخ والحديث ، وتضافرت الروايات ، من أنها ضربت ، وأنها أسقطت جنينها . . وأنها . . وأنها . . " ( 1 ) .

( 1 ) هذا النص للمحاضرة نشر في مجلة : قضايا إسلامية ( قم ) العدد الأول : ص 13 ، وهو في محاضرة مسجلة بصوته على شريط كاسيت ، موجود لدى =>

- ص 33 -


ولكنه قد عاد إلى الإنكار من جديد . . وأعلن ذلك في مرات عديدة ، قائلا عبر إذاعة صوت الإيمان ، إنه لم يعتذر ولم يتراجع ، بل تكلم بما يوافق نظر الآخرين خوفا من الفتنة ، مع أنه عاد بعد هدوء هذه " الفتنة " إلى قم وخطب خطبته هذه ، والتي تضمنت ما عرفت !

=> الكثيرين ، وهذه الخطبة كان قد ألقاها في حسينية الشهيد الصدر في قم المقدسة بتاريخ 21 شعبان سنة 1414 أي حوالي سنة 1993 م . ولكن مجلة رؤى ومواقف في العدد رقم : 3 ص 22 ونشرة بينات : تاريخ 16 - 5 - 1997 م قد أعادت نشر هذه الخطبة بالذات ولكن مع تغييرين ، هما :
1 - جعل تاريخ المحاضرة هو سنة 1995 م بدلا من التاريخ الحقيقي خصوصا أنه لم يذهب إلى قم في تلك السنة .
2 - التغيير في العبارة والزيادة عليها بما يزيل التناقض في مواقف قائلها ، ويغطي على التراجع - الذي عاد ليتراجع عنه أيضا في هذه المدة المتأخرة ، فأصبحت العبارة هكذا : " حفل التاريخ بأحاديث تنوعت ( ! ! ) ، من أنها ضربت ، وأسقط جنينها ، وأنها ، وأنها . . لكنها لا تنفي الإساءة إلى حرمتها ، وحرمة بيت النبوة ، بالهجوم عليه ، والتهديد بإحراقه ، حتى ولو كانت فاطمة ( ع ) في داخله " فتبديل كلمة : " تضافرت " بكلمة : " تنوعت " واضح الهدف ، فإن التضافر يفيد : أن الروايات كلها منصبة على معنى واحد تثبته وتؤكده وهو الأمر الذي أردنا إثباته في كتاب " مأساة الزهراء ( ع ) ، أما كلمة : " تنوعت " فتفيد أن كل رواية تحكي أمرا يختلف عن غيره ، فليس فيها تأكيد على أمر واحد . . وقد جاءت الزيادة في العبارة لأجل تأكيد ذلك أيضا فلاحظ وقارن فهذا التصرف والتزوير يعطينا ويؤكد لنا عدم إمكان الاعتماد على ما ينقلونه لنا . وليس هذا هو الشاهد الوحيد على ذلك . فلدينا من أمثاله الكثير . . ) . ( * )


- ص 34 -


الأمر الذي اضطرنا بعد تردد طويل ، وبعد محاولات فتح حوار معه ، ثم محاولات لحصر الموضوع في نطاق خاص ، باءت كلها بالفشل - اضطرنا - إلى كتابة كتابنا : " مأساة الزهراء ( ع ) شبهات وردود " .

فواجه البعض هذا الكتاب بطريقة انفعالية ، وتحريضية . . ثم لم يزل ينفق الأموال ، ويشجع على نشر ردود فيها الكثير من الأباطيل والأضاليل ، ويعمل على تركيز مقولته تلك وترسيخها ، وإبطال الظلم الذي حاق بالزهراء ( ع ) ، وتبرئة الظالمين . وقد أثبتنا في كتاب " مأساة الزهراء " ( ع ) " أن هناك أزيد من هذا التهديد بالإضافة إلى أمور إيمانية أخرى تعرضنا لها إجمالا تارة وتفصيلا أخرى . كما يظهر لمن راجع الكتاب المذكور ، ونظر فيه بتجرد وإنصاف . لماذا تأخر الرد ؟ !

ومن المؤاخذات التي طولبنا بها قولهم : إذا كان ذلك البعض قد لهج بهذه الأمور ، وسجلها في مؤلفاته منذ سنوات طويلة ، فلماذا تأخرت الاعتراضات إلى هذه المدة الأخيرة . .

ونجيب :
1 - إن كتابات ذلك البعض لم تكن موضع اهتمام العلماء في بحوثهم وتحقيقاتهم ، لأنهم يعتبرونها مجرد كتب مطالعة لجيل

- ص 35 -


الشباب . وليست متداولة فيما بين العلماء والمحققين والباحثين ، بل كان المهتمون بكتبه هم - في الأكثر - فريق خاص ، تربطهم به علاقات خاصة ، وحالة معينة .

2 - أما بالنسبة لقضية الزهراء ( ع ) فقد بدأت الاعتراضات على مقولاته فيها وفي غيرها قبل سنوات ، فقد قامت ضجة حولها في سنة 1993 وتراجع البعض عن مقولاته ، وتراجعه هذا مسجل ومكتوب ، ثم عاد في الآونة الأخيرة لينقض ذلك التراجع ، تحت شعار الانحناء أمام العاصفة ، وأما بالنسبة لسائر أطروحاته فقد كان هناك قدر كبير من حسن الظن ، وأخذ الأمور على طبيعتها ، ومن موقع الثقة ، حيث لم يكن ثمة مبرر لتوهم اشتمال تلك المؤلفات على ما يتعارض مع موجبات حسن الظن هذا . . مع ملاحظة : أن أكثر تلك المؤلفات قد وضعت وكتبت في ظروف الحرب ، التي تفرض سلبياتها في المجالات المختلفة ، ومنها مجال تداول المؤلفات من قبل أهل الاختصاص والعلماء والشباب المؤمن والواعي للتدقيق فيها ومحاكمتها .

وهذه الظروف بالذات وغيرها قد أبعدت مؤلف هذه الكتب عن الاحتكاك المباشر بأفذاذ العلماء ، وكبار المحققين في الحوزات العلمية ، إلا في زيارات رسمية خاطفة ، لا تسمح باستشراف عمق أفكاره ، والوقوف على حقيقة قناعاته . . حتى لو

- ص 36 -


طرحت للتداول ، فإن ذلك لا يستبطن - بالضرورة - معرفتهم بأن تلك هي قناعاته الأخيرة . لا سيما وأنه إنما يطرح تلك الأفكار تحت شعار تحريك الجو العلمي ، الذي لا يحتاج إلى أكثر من إفتراض فكرة ، ولو كانت واضحة الفساد .

من هو المظلوم ؟ وهل هذا تشهير ؟ ومن الأمور التي سمعناها قولهم : بأننا قد شهرنا بالبعض وظلمناه ، حين نشرنا كتابا يحاكم آراءه وأقاويله ويفندها .

ونقول :
1 - إننا لم نكن نرغب في الحديث هنا عن ظالم ومظلوم ، لأن القضية ليست قضية شخصية أساسا . وحين تصبح شخصية فلن يكون لطرحها ، وتداول الحديث عنها ، وفيها ، بهذه الطريقة مجال ولا مبرر .

وكان ينبغي أن يتمحض الحديث عن الحقيقة المظلومة ، التي يراد تغييبها عن الناس ، الذين لهم كل الحق في اكتشافها وامتلاكها ، والإحاطة بها والتعرف على دقائقها .

- ص 37 -


كما أننا لا نرغب في الحديث عن ظلم يمارس تحت شعار العدل ! ! ولا عن ظلم يقال للناس عنه : إنه صفح وعفو عن الضحية كما نسمعه من البعض ، مرة بعد أخرى . . ! !

أما إذا كان ثمة حديث عن ظالم ينتحل صورة الورع التقي ، الذي يمارس جريمته من موقع الرحمة والإحسان ، ليكون بذلك إنسانا إلهيا ، لا يفكر بالقضايا الصغيرة والهامشية ، فلسنا نتصور أن يحدث أمر كهذا إلا في نطاق ثورة تجديدية للقيم والمفاهيم ، وهي التي يرى بعض رواد الحداثة : أنها أصبحت من التراث الدارس في الماضي البعيد والسحيق .

ومهما يكن من أمر : فإن المطلوب هو أن لا يكون ثمة ظلم للحقيقة ، ولا للقيم ، ولا للمثل العليا . . فإن ذلك يكون أفحش من كل ظلم يمكن الحديث عنه .

2 - وحيث أصبح لا بد من الإشارة - رغما عنا - إلى ما طلب منا الإشارة إليه ، فإننا نقول : إننا نستغرب أن يصبح الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما إلى درجة أن يعترض هؤلاء على نشر كتاب يفند مقولات البعض ، ولا يعترضون عليه هو من أجل طرح مقولاته تلك وإشاعتها ، رغم دعوتنا له لمناقشة هذه الأمور أمام العلماء وأهل الفكر قبل طرحها على الناس العاديين ، فأجابنا في نشرة بينات بتاريخ 25 - 10 - 1996 م فقال :

- ص 38 -


" . . أنا لا أؤمن بأن الناس عوام يجب أن نبقيهم على جهلهم . . . إلى أن قال : إني أرى أن من الخطأ إثارة القضايا في المجالس الخاصة وحسب ، بل لا بد من أن نثيرها في المجالس العامة " . فنحن مع هذا البعض كما قال الشاعر :

يظلمني ثم أسمى ظالما * يشتمني ثم أسمى شاتما .

3 - وأما التشهير - لو صح - فمن الواضح : إن ذلك البعض هو الذي شهر بنفسه بمبادرته إلى التشكيك من على المنابر ، وعبر أثير الإذاعات ، والكتب والصحف ، والمجلات ، وغيرها . . . في أمور لا تقبل التشكيك ، لوضوحها ، ولقيام الأدلة القاطعة عليها ، ولا ننسى أن التصريح باسمه إنما جاء من قبل من تصدوا من قبله هو للدفاع عنه . كما أنه هو الذي لم يزل يعمل على نشر هذه الأقاويل وإشاعتها ، كما هو واضح للعيان .
جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى