سيرة حياة اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي(دام ظله)
alzahra2 :: الفئة الأولى :: قسم السيره :: سيرة العلماء
صفحة 1 من اصل 1
سيرة حياة اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي(دام ظله)
ميلاد علم سامق:
ولد سماحته في العشرين من ذي الحجة عام 1360هـ في مدينة الطهر والقداسة كربلاء سيد الشهداء عليه السلام وسط أسرة عريقة عُرفت بفيض مشاعرها وأحاسيسها بل تفاعلها وذوبانها بحب عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد إتصلت بالآل إتصالاً صميمياً حتى وهبها ذلك الإتصال العميق الكثير الكثير من المحاسن والمناقب وعلوم العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، فأنشأ هذا الإقتباس بيئة صالحة منزهة من أي إضطراب نفسي أو عقلي أو عقائدي أو أي تلوث بالميول إلى المنافع والمصالح، لذلك منحت هذه البيئة سماحته فيضاً من النعم والبركات الإلهية وألهمته علماً ومعرفة أوهجت فيه ذكاءاً حاداً أضاء له سبهات المسائل ومداخل الحياة بكل ما تحويه الحضارة الإنسانية وأرشده إلى كل ما من شأنه أن يرفع المرء إلى الذرى ويجعله في عليين، وقد اتخذ الورع والتقوى دليلاً له إلى صراط العلوم الدينية والدنيوية فعرف الفقه معرفة الخبير المحيط والأصول وأمهات مسائله ومداخله وخاض غمار كل العلوم وغاص بحر العقائد مستخرجاً كنوزها ودُررها الثمينة.
نشأة في رياض العلم والأخلاق:
منذ نعومة أظفاره ترعرع في أحضان النقاء والصفاء والزهد ومحاربة النفس الأمارة بالسوء، متجولاً راح يجول في روضةٍ مقدسةٍ تفوح بأريج العلم وعطر التواضع وعبق الزهد أورث روى غرساتها وزينها المجدد الشيرازي الكبير الذي أورثه سمو المرتبة وحمود المبدء ومن جلالة والده المقدس (أعلى الله مقامه) أورث قدرة التجوال في رياض العلم والمعرفة ليجني التفقه والاجتهاد وبذاك ازداد تضحية وجهادا في سبيل العقيدة الحق، ويبدو أن شدة بصيرته حاز بها على ما لم يحز غيره، نفساً عظيمة أركانها العلم والتقوى والورع والولاء فأصبح مولعاً بأهل البيت عليهم السلام وخدمة مذهبهم، فمارس خدمتهم عليهم السلام بكل أشكالها وأنماطها بإقتداء منهجهم إذ عرف بالتواضع والزهد وزيارة الفقهاء والمراجع الكبار فيقف معظماً مكبراً فيهم روح العلم والإنتماء للعترة الطاهرة.
وتميز سماحته بالدفاع عن حقوق الشيعة في كل مكان ومناصرتهم بكل ما تتيح له ظروفه وإمكانياته، ويجل الجميع من العلماء والفقهاء والعوام أيضاً.
كتب وتأليفات:
كتب سماحته دام ظله المؤلفات العديدة، ولمختلف المستويات فالطلبة العلم والحوزات العلمية كتب شرح الروضة في شرح اللمعة، وشرح الشرائع (شرايع الإسلام للمحقق الحلي قدس سره)، وشرح التبصرة، وشرح السيوطي، وشرح الصمدية، والموجز في المنطق، وغيرها.
وقد أتحف الحوزات العلمية ببحثه الخارج في الفقه والأصول منذ أكثر من ثلاثين سنة، ويحضره الكثير من العلماء الأفاضل وبعض المجتهدين للاستفادة من محضره الشريف، كما تخرَّج على يده جمع من الأعلام المجتهدين، وهناك بعض حلقات درسه مسجلة بالصوت والصورة يمكن للعلماء الأفاضل الرجوع إليها والاستفادة منها.
شجرة مباركة:
يصل نسب آية الله العظمى الحاج السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله إلى أجداده المعصومين سلام الله عليهم فهو من أبناء زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليهم.
ولد ونشأ سماحته في أسرة عريقة وشاخصة في الفقاهة والمرجعية منذ قرن ونصف، منهم:
1. المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره، المعروف بالمجدد الشيرازي صاحب نهضة التنباك الشهيرة، (ت: 1312 هـ).
2. المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره، قائد ثورة العشرين في العراق (ت: 1338 هـ)
3. المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي الشيرازي قدس سره، نجل المجدد الشيرازي، من كبار مراجع الشيعة في النجف الأشرف، (ت: 1355 هـ).
4. آية الله العظمى السيد إسماعيل الشيرازي قدس سره، (ت: 1305 هـ).
5. المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي قدس سره، (ت: 1382 هـ).
6. المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره، ـ والده ـ من كبار مراجع الشيعة ـ كربلاء المقدسة (ت: 1380 هـ)
7. المرجع الديني آية الله العظمي السيد محمد الشيرازي قدس سره أخوه.
8. آية الله الشهيد السيد حسن الحسيني الشيرازي قدس سره، أخ الإمام الشيرازي، مؤسس الحوزة العلمية الزينبية في جوار السيدة زينب سلام الله عليها بدمشق.
وكان له قصب السبق في مد جسور التعاون مع الشيعة العلويين في سورية ولبنان. وفي التعريف بهم باعتبارهم شيعة أهل البيت سلام الله عليهم، على عكس ما كان يصوره الإعلام المغرض. وكذلك الكثير من المؤسسات الأخرى في العراق وسورية ولبنان وغيرها، إضافة إلى جهوده الجبارة التي بذلها لخدمة مذهب أهل البيت سلام الله عليهم في عدد من الدول الإفريقية، وكانت له الكثير من الدراسات القيمة، والبحوث العلمية، والكتابات المفيدة في مجالات فكرية وثقافية وأدبية متنوعة، وكان من النماذج النادرة في الزهد والإعراض عن ملذات الحياة، وفي الجهاد في سبيل الله، والتصدي للطغاة الجبابرة، قد استشهد قدس سره عام (1400 هـ) في بيروت بأمر من طاغية العصر زعيم العفالقة صدام التكريتي.
تدرُّجٌ وتكاملٌ علمي:
ولد آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في 20 ذي الحجة من عام 1360 هـ في كربلاء المقدسة، وقد تلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع في الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة حتى بلغ درجة سامية من الاجتهاد، ومن كبار أساتذته:
١. والده آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره.
٢. أخوه الأكبر آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس سره.
٣. آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني قدس سره.
٤. آية الله العظمى الشيخ محمد رضا الأصفهاني قدس سره.
٥. آية الله الشيخ يوسف الخراساني قدس سره.
٦. آية الله الشيخ محمد الشاهرودي قدس سره.
٧. آية الله الشيخ محمد الكلباسي قدس سره.
٨. آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره.
٩. آية الله الشيخ جعفر الرشتي قدس سره.
١٠. آية الله الشيخ محمد حسين المازندراني قدس سره.
وقد بدأ آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي ـ كما مر ـ بتدريس الخارج فقهاً وأصولاً منذ أكثر من ثلاثين عاماً وذلك من الكويت عام 1398 هـ ولا زال مستمراً في قم المقدسة بتدريس الفقه والأصول ويحضره الكثير من العلماء والفضلاء.
الأجود استنباطاً:
المشهور بين الفقهاء اشتراط الأعلمية في مرجع التقليد، وقد استدل لذلك بدليل العقل وبوجوه أخرى.
ذكر المحقق اليزدي قدس سره في العروة الوثقى: أن (الأعلم) هو من يكون:
١. أعرف بالقواعد.
٢. اعرف بمدارك المسألة.
٣. أكثر إطلاعاً على النظائر.
٤. أكثر إطلاعاً على الأخبار.
٥. أجود فهماً للأخبار.
ثم قال قدس سره: (والحاصل أن يكون أجود استنباطاً). وقد وافق على صحة هذه الملاكات الفقهاء والمراجع.
ويعد كتاب (شرح العروة الوثقى) و (بيان الأصول) لآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله وهكذا تدريسه لخارج الفقه والأصول، ومحاوراته الفقهية التي تتم مع كبار العلماء، خير دليل على أعلميته وأجوديته في الاستنباط، حيث يظهر منها لأهل الخبرة من العلماء أعرفية سماحته بالقواعد والمدارك، واطلاعه الواسع على الأشباه والنظائر الفقهية، وإحاطته الوافية بكتب الأخبار والآراء الفقهية المختلفة، واستناده المتين إلى الكثير من الآيات والروايات في تأكيد استنباط حكم شرعي أو استنباط لحكم شرعي، حتى المسائل المستحدثة، مضافاً إلى كثرة النقض والإبرام العلمي مع المحققين، وإلمامه الواسع بالفقه المقارن، وكثرة التفريعات الفقهية المستنبطة من الأدلة الشرعية، وهذا ما يلاحظ في كتبه العلمية ومناقشاته في مجلس الدرس والمحاورات الفقهية المتعارفة بين الفقهاء والمراجع.
رحابة الصدر وغزارة العلم:
ومن أهم ما يلاحظ في حياته العلمية مزاولته للفقه أكثر من خمسين عاماً بشكل مستمر ويومي.
وبالنسبة إلى أجوديته لفهم الأخبار، فأنها تحصل من القوة العلمية مضافاً إلى مزاولة العرف وتطبيق الألفاظ والمداليل والدلالات على الفهم العرفي، والاستفادة منه في الاستنباط الشرعي، نظراً لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ) إبراهيم:4، وفي هذا المجال نلاحظ عند سماحته دام ظله:
أولاً: قوة الفهم العرفي، والارتباط الشديد بالعرف، حتى عدت سمة مميزة له.
ثانياً: كثرة مزاولة سماحته للعربية: (النحو والصرف واللغة).
ثالثاً: كثرة ممارسة علوم المعاني والبيان والبديع.
رابعاً: تطبيقه كل ذلك في الاستنباط الشرعي الظاهر جلياً في أصوله وفقهه.
خامساً: نموه في بيئة عربية.
وقد تميز سماحته بفسح مجال جيد لطرح الاشكالات العلمية في الدرس والإجابة عليها برحابة صدر وإتقان.
وقد شهد له العديد من كبار الفقهاء والمجتهدين من أهل الخبرة، بالمقام العلمي الرفيع، والقدسية والنزاهة والإخلاص وشدة الولاء لأهل البيت سلام الله عليهم والتأسي والسير على نهجهم القويم، مما سينشر في كتاب خاص إن شاء الله تعالى.
كما أن الإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمدالشيرازي رحمه الله كان يرجع في احتياطاته إلى أخيه السيد صادق الشيرازي دام ظله ولما سئل رحمه الله عن الاعلم فالاعلم اشاد باخيه دام ظله. وقد كان آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله هو الذراع الأيمن في مرجعية أخيه الأكبر في مختلف المجالات وخاصة ما يرتبط بالجانب العلمي والحوزوي والمراجعات الاستفتائية وما أشبه.
إجازة في الإجتهاد:
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد أجاز سماحة الإمام الشيرازي الراحل قدس سره أخاه إلى آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله وفما يلي نص الإجازة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
وبعد، فإن جناب آية الله الحاج السيد صادق الشيرازي دامت تأييداته، بما لمست منه بلوغ مرتبة راقية في الإجتهاد ومقام سام في التقوى والعدالة، وجدته أهلاً للفتيا والتقليد، والتصدي لما هو شأن الفقيه العادل، فيجوز تقليده والرجوع إليه في كل ما يشترط فيه من إذن المرجع العادل، وإني أوصيه بمزيد التقوى والاحتياط الذي هو سبيل النجاة في عامة الأحوال، كما أوصي إخواني المؤمنين بالالتفاف حوله والاستفادة منه في شتى المجالات، والله ولي التوفيق والتسديد، وهو المستعان
محمد الشيرازي
الختم الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وبعد فإن فضيلة الاخ الحجة الحاج السيد محمد صادق الشيرازي دام عزه حيث قد بلغ مرتبة الفضيلة والتقوى بجده ووصل مرتبة الاجتهاد والاستنباط بجهده جعلته وكيلاً عاماً ونائباً مطلقاً عن نفسي في كل الشئون الدينية وكافة الامور الشخصية مما لي الولاية عليها فيده يدي وقوله قولي وعمله عملي وتصرفه تصرفي واوصيه بملازمة التقوى والاحتياط وخدمة الاسلام والمسلمين وادارة الحوزة العلمية كما اجزت له ان يروي عني ما صحت لي روايته عن المشايخ العظام .
والله الموفق المستعان
محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي
الكويت 6/ج2/1399هـ ق
الختم الشريف
شمعة تنير للأخرين :
إن الروح الجهادية التي يتسم بحملها سماحته مفعمة بالحماس والعزيمة على خدمة المذهب الحق فكانت تلك الروح خير مؤازر وناصر في سد الإحتياجات الفعلية الحقيقية الصادقة للمؤمنين كافة هذه الروح الجهادية اغتنمها بالعمل الجاد المثمر فلم يتوقف سماحته عند مرحلة التأليف بل بذل الجهود لخدمة الدين والمذهب بل أراد أن يحول النظريات إلى عمل ميداني واضح وبشكل مؤثر فأنشأ المراكز التي من خلالها يمر منهج العقيدة فيدخل النفوس وينقي القلوب ويفقهها وينير الألباب فيزينها، فأسس الهيئات والمؤسسات الثقافية والدينية والإنسانية والحسينيات والمدارس بمختلف مستوياتها والمكتبات ودور النشر، ومثل ما جعل ذلك كله لعلاج وسد إحتياجات الروح والعقل لتنموا على الخير والوعي والإرشاد فتكتسب الفلاح والصلاح فإلتفت أيضاً لمعالجة الأمراض الجسدية العامة فأنشأ المستوصفات والمستشفيات، حتى وإن عانى في ذلك ما عانى من مواجهة الصعوبات ومواجهة المعوقات لكنه صبر وتحمل وأصر على أن يجعل من نفسه شمعة تحترق لتضيء للآخرين فجاجهم، وهذا الصبر والصمود والثبات مع الإستقامة والتواضع جعله المتحلى بمكارم الأخلاق والمتصف بالسجايا الحميدة القدوة للآخرين، فقد نال ما لم ينل غيره من إحترام وتقدير الصغير والكبير والقاصي والداني.
ولد سماحته في العشرين من ذي الحجة عام 1360هـ في مدينة الطهر والقداسة كربلاء سيد الشهداء عليه السلام وسط أسرة عريقة عُرفت بفيض مشاعرها وأحاسيسها بل تفاعلها وذوبانها بحب عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد إتصلت بالآل إتصالاً صميمياً حتى وهبها ذلك الإتصال العميق الكثير الكثير من المحاسن والمناقب وعلوم العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، فأنشأ هذا الإقتباس بيئة صالحة منزهة من أي إضطراب نفسي أو عقلي أو عقائدي أو أي تلوث بالميول إلى المنافع والمصالح، لذلك منحت هذه البيئة سماحته فيضاً من النعم والبركات الإلهية وألهمته علماً ومعرفة أوهجت فيه ذكاءاً حاداً أضاء له سبهات المسائل ومداخل الحياة بكل ما تحويه الحضارة الإنسانية وأرشده إلى كل ما من شأنه أن يرفع المرء إلى الذرى ويجعله في عليين، وقد اتخذ الورع والتقوى دليلاً له إلى صراط العلوم الدينية والدنيوية فعرف الفقه معرفة الخبير المحيط والأصول وأمهات مسائله ومداخله وخاض غمار كل العلوم وغاص بحر العقائد مستخرجاً كنوزها ودُررها الثمينة.
نشأة في رياض العلم والأخلاق:
منذ نعومة أظفاره ترعرع في أحضان النقاء والصفاء والزهد ومحاربة النفس الأمارة بالسوء، متجولاً راح يجول في روضةٍ مقدسةٍ تفوح بأريج العلم وعطر التواضع وعبق الزهد أورث روى غرساتها وزينها المجدد الشيرازي الكبير الذي أورثه سمو المرتبة وحمود المبدء ومن جلالة والده المقدس (أعلى الله مقامه) أورث قدرة التجوال في رياض العلم والمعرفة ليجني التفقه والاجتهاد وبذاك ازداد تضحية وجهادا في سبيل العقيدة الحق، ويبدو أن شدة بصيرته حاز بها على ما لم يحز غيره، نفساً عظيمة أركانها العلم والتقوى والورع والولاء فأصبح مولعاً بأهل البيت عليهم السلام وخدمة مذهبهم، فمارس خدمتهم عليهم السلام بكل أشكالها وأنماطها بإقتداء منهجهم إذ عرف بالتواضع والزهد وزيارة الفقهاء والمراجع الكبار فيقف معظماً مكبراً فيهم روح العلم والإنتماء للعترة الطاهرة.
وتميز سماحته بالدفاع عن حقوق الشيعة في كل مكان ومناصرتهم بكل ما تتيح له ظروفه وإمكانياته، ويجل الجميع من العلماء والفقهاء والعوام أيضاً.
كتب وتأليفات:
كتب سماحته دام ظله المؤلفات العديدة، ولمختلف المستويات فالطلبة العلم والحوزات العلمية كتب شرح الروضة في شرح اللمعة، وشرح الشرائع (شرايع الإسلام للمحقق الحلي قدس سره)، وشرح التبصرة، وشرح السيوطي، وشرح الصمدية، والموجز في المنطق، وغيرها.
وقد أتحف الحوزات العلمية ببحثه الخارج في الفقه والأصول منذ أكثر من ثلاثين سنة، ويحضره الكثير من العلماء الأفاضل وبعض المجتهدين للاستفادة من محضره الشريف، كما تخرَّج على يده جمع من الأعلام المجتهدين، وهناك بعض حلقات درسه مسجلة بالصوت والصورة يمكن للعلماء الأفاضل الرجوع إليها والاستفادة منها.
شجرة مباركة:
يصل نسب آية الله العظمى الحاج السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله إلى أجداده المعصومين سلام الله عليهم فهو من أبناء زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليهم.
ولد ونشأ سماحته في أسرة عريقة وشاخصة في الفقاهة والمرجعية منذ قرن ونصف، منهم:
1. المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره، المعروف بالمجدد الشيرازي صاحب نهضة التنباك الشهيرة، (ت: 1312 هـ).
2. المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره، قائد ثورة العشرين في العراق (ت: 1338 هـ)
3. المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي الشيرازي قدس سره، نجل المجدد الشيرازي، من كبار مراجع الشيعة في النجف الأشرف، (ت: 1355 هـ).
4. آية الله العظمى السيد إسماعيل الشيرازي قدس سره، (ت: 1305 هـ).
5. المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي قدس سره، (ت: 1382 هـ).
6. المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره، ـ والده ـ من كبار مراجع الشيعة ـ كربلاء المقدسة (ت: 1380 هـ)
7. المرجع الديني آية الله العظمي السيد محمد الشيرازي قدس سره أخوه.
8. آية الله الشهيد السيد حسن الحسيني الشيرازي قدس سره، أخ الإمام الشيرازي، مؤسس الحوزة العلمية الزينبية في جوار السيدة زينب سلام الله عليها بدمشق.
وكان له قصب السبق في مد جسور التعاون مع الشيعة العلويين في سورية ولبنان. وفي التعريف بهم باعتبارهم شيعة أهل البيت سلام الله عليهم، على عكس ما كان يصوره الإعلام المغرض. وكذلك الكثير من المؤسسات الأخرى في العراق وسورية ولبنان وغيرها، إضافة إلى جهوده الجبارة التي بذلها لخدمة مذهب أهل البيت سلام الله عليهم في عدد من الدول الإفريقية، وكانت له الكثير من الدراسات القيمة، والبحوث العلمية، والكتابات المفيدة في مجالات فكرية وثقافية وأدبية متنوعة، وكان من النماذج النادرة في الزهد والإعراض عن ملذات الحياة، وفي الجهاد في سبيل الله، والتصدي للطغاة الجبابرة، قد استشهد قدس سره عام (1400 هـ) في بيروت بأمر من طاغية العصر زعيم العفالقة صدام التكريتي.
تدرُّجٌ وتكاملٌ علمي:
ولد آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في 20 ذي الحجة من عام 1360 هـ في كربلاء المقدسة، وقد تلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع في الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة حتى بلغ درجة سامية من الاجتهاد، ومن كبار أساتذته:
١. والده آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره.
٢. أخوه الأكبر آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس سره.
٣. آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني قدس سره.
٤. آية الله العظمى الشيخ محمد رضا الأصفهاني قدس سره.
٥. آية الله الشيخ يوسف الخراساني قدس سره.
٦. آية الله الشيخ محمد الشاهرودي قدس سره.
٧. آية الله الشيخ محمد الكلباسي قدس سره.
٨. آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره.
٩. آية الله الشيخ جعفر الرشتي قدس سره.
١٠. آية الله الشيخ محمد حسين المازندراني قدس سره.
وقد بدأ آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي ـ كما مر ـ بتدريس الخارج فقهاً وأصولاً منذ أكثر من ثلاثين عاماً وذلك من الكويت عام 1398 هـ ولا زال مستمراً في قم المقدسة بتدريس الفقه والأصول ويحضره الكثير من العلماء والفضلاء.
الأجود استنباطاً:
المشهور بين الفقهاء اشتراط الأعلمية في مرجع التقليد، وقد استدل لذلك بدليل العقل وبوجوه أخرى.
ذكر المحقق اليزدي قدس سره في العروة الوثقى: أن (الأعلم) هو من يكون:
١. أعرف بالقواعد.
٢. اعرف بمدارك المسألة.
٣. أكثر إطلاعاً على النظائر.
٤. أكثر إطلاعاً على الأخبار.
٥. أجود فهماً للأخبار.
ثم قال قدس سره: (والحاصل أن يكون أجود استنباطاً). وقد وافق على صحة هذه الملاكات الفقهاء والمراجع.
ويعد كتاب (شرح العروة الوثقى) و (بيان الأصول) لآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله وهكذا تدريسه لخارج الفقه والأصول، ومحاوراته الفقهية التي تتم مع كبار العلماء، خير دليل على أعلميته وأجوديته في الاستنباط، حيث يظهر منها لأهل الخبرة من العلماء أعرفية سماحته بالقواعد والمدارك، واطلاعه الواسع على الأشباه والنظائر الفقهية، وإحاطته الوافية بكتب الأخبار والآراء الفقهية المختلفة، واستناده المتين إلى الكثير من الآيات والروايات في تأكيد استنباط حكم شرعي أو استنباط لحكم شرعي، حتى المسائل المستحدثة، مضافاً إلى كثرة النقض والإبرام العلمي مع المحققين، وإلمامه الواسع بالفقه المقارن، وكثرة التفريعات الفقهية المستنبطة من الأدلة الشرعية، وهذا ما يلاحظ في كتبه العلمية ومناقشاته في مجلس الدرس والمحاورات الفقهية المتعارفة بين الفقهاء والمراجع.
رحابة الصدر وغزارة العلم:
ومن أهم ما يلاحظ في حياته العلمية مزاولته للفقه أكثر من خمسين عاماً بشكل مستمر ويومي.
وبالنسبة إلى أجوديته لفهم الأخبار، فأنها تحصل من القوة العلمية مضافاً إلى مزاولة العرف وتطبيق الألفاظ والمداليل والدلالات على الفهم العرفي، والاستفادة منه في الاستنباط الشرعي، نظراً لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ) إبراهيم:4، وفي هذا المجال نلاحظ عند سماحته دام ظله:
أولاً: قوة الفهم العرفي، والارتباط الشديد بالعرف، حتى عدت سمة مميزة له.
ثانياً: كثرة مزاولة سماحته للعربية: (النحو والصرف واللغة).
ثالثاً: كثرة ممارسة علوم المعاني والبيان والبديع.
رابعاً: تطبيقه كل ذلك في الاستنباط الشرعي الظاهر جلياً في أصوله وفقهه.
خامساً: نموه في بيئة عربية.
وقد تميز سماحته بفسح مجال جيد لطرح الاشكالات العلمية في الدرس والإجابة عليها برحابة صدر وإتقان.
وقد شهد له العديد من كبار الفقهاء والمجتهدين من أهل الخبرة، بالمقام العلمي الرفيع، والقدسية والنزاهة والإخلاص وشدة الولاء لأهل البيت سلام الله عليهم والتأسي والسير على نهجهم القويم، مما سينشر في كتاب خاص إن شاء الله تعالى.
كما أن الإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمدالشيرازي رحمه الله كان يرجع في احتياطاته إلى أخيه السيد صادق الشيرازي دام ظله ولما سئل رحمه الله عن الاعلم فالاعلم اشاد باخيه دام ظله. وقد كان آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله هو الذراع الأيمن في مرجعية أخيه الأكبر في مختلف المجالات وخاصة ما يرتبط بالجانب العلمي والحوزوي والمراجعات الاستفتائية وما أشبه.
إجازة في الإجتهاد:
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد أجاز سماحة الإمام الشيرازي الراحل قدس سره أخاه إلى آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله وفما يلي نص الإجازة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
وبعد، فإن جناب آية الله الحاج السيد صادق الشيرازي دامت تأييداته، بما لمست منه بلوغ مرتبة راقية في الإجتهاد ومقام سام في التقوى والعدالة، وجدته أهلاً للفتيا والتقليد، والتصدي لما هو شأن الفقيه العادل، فيجوز تقليده والرجوع إليه في كل ما يشترط فيه من إذن المرجع العادل، وإني أوصيه بمزيد التقوى والاحتياط الذي هو سبيل النجاة في عامة الأحوال، كما أوصي إخواني المؤمنين بالالتفاف حوله والاستفادة منه في شتى المجالات، والله ولي التوفيق والتسديد، وهو المستعان
محمد الشيرازي
الختم الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وبعد فإن فضيلة الاخ الحجة الحاج السيد محمد صادق الشيرازي دام عزه حيث قد بلغ مرتبة الفضيلة والتقوى بجده ووصل مرتبة الاجتهاد والاستنباط بجهده جعلته وكيلاً عاماً ونائباً مطلقاً عن نفسي في كل الشئون الدينية وكافة الامور الشخصية مما لي الولاية عليها فيده يدي وقوله قولي وعمله عملي وتصرفه تصرفي واوصيه بملازمة التقوى والاحتياط وخدمة الاسلام والمسلمين وادارة الحوزة العلمية كما اجزت له ان يروي عني ما صحت لي روايته عن المشايخ العظام .
والله الموفق المستعان
محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي
الكويت 6/ج2/1399هـ ق
الختم الشريف
شمعة تنير للأخرين :
إن الروح الجهادية التي يتسم بحملها سماحته مفعمة بالحماس والعزيمة على خدمة المذهب الحق فكانت تلك الروح خير مؤازر وناصر في سد الإحتياجات الفعلية الحقيقية الصادقة للمؤمنين كافة هذه الروح الجهادية اغتنمها بالعمل الجاد المثمر فلم يتوقف سماحته عند مرحلة التأليف بل بذل الجهود لخدمة الدين والمذهب بل أراد أن يحول النظريات إلى عمل ميداني واضح وبشكل مؤثر فأنشأ المراكز التي من خلالها يمر منهج العقيدة فيدخل النفوس وينقي القلوب ويفقهها وينير الألباب فيزينها، فأسس الهيئات والمؤسسات الثقافية والدينية والإنسانية والحسينيات والمدارس بمختلف مستوياتها والمكتبات ودور النشر، ومثل ما جعل ذلك كله لعلاج وسد إحتياجات الروح والعقل لتنموا على الخير والوعي والإرشاد فتكتسب الفلاح والصلاح فإلتفت أيضاً لمعالجة الأمراض الجسدية العامة فأنشأ المستوصفات والمستشفيات، حتى وإن عانى في ذلك ما عانى من مواجهة الصعوبات ومواجهة المعوقات لكنه صبر وتحمل وأصر على أن يجعل من نفسه شمعة تحترق لتضيء للآخرين فجاجهم، وهذا الصبر والصمود والثبات مع الإستقامة والتواضع جعله المتحلى بمكارم الأخلاق والمتصف بالسجايا الحميدة القدوة للآخرين، فقد نال ما لم ينل غيره من إحترام وتقدير الصغير والكبير والقاصي والداني.
مواضيع مماثلة
» بعض صور لاية الله العظمى السيد صادق الشيرازي
» سيرة حياة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله)
» سيرة حياة اية الله العظمى السيد الحكيم
» قصيدة في رثاء المرجع اية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس الله سره)
» سيرة حياة اية الله العظمى سماحة المرجع الشيخ الوحيد الخرساني
» سيرة حياة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله)
» سيرة حياة اية الله العظمى السيد الحكيم
» قصيدة في رثاء المرجع اية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس الله سره)
» سيرة حياة اية الله العظمى سماحة المرجع الشيخ الوحيد الخرساني
alzahra2 :: الفئة الأولى :: قسم السيره :: سيرة العلماء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى