alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منشأ الطعن في كتاب سليم

اذهب الى الأسفل

منشأ الطعن في كتاب سليم Empty منشأ الطعن في كتاب سليم

مُساهمة  جند المرجعية الثلاثاء يونيو 01, 2010 12:59 am

مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي - ص 147



منشأ الطعن في كتاب سليم :

إن منشأ الطعن في كتاب سليم بن قيس ، أمران :

الأمر الأول : ما قاله محمد بن أبي بكر لأبيه عند موته : فقد جاء في كتاب سليم : أن سليما التقى بعبد الرحمان بن غنم فأخبره عما قاله معاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبو عبيدة عند حضور أجلهم ، حيث ذكروا : أنهم رأوا رسول الله ( ص ) وعليا ( ع ) عند موتهم فبشرا كل واحد منهم بالنار .

ثم التقى سليم بمحمد بن أبي بكر ، فأخبره بما قاله أبو بكر أيضا عند موته ، ثم أخبره محمد بن أبي بكر ، بأن عبد الله بن عمر قد سمع من أبيه عند موته مثل ذلك ، وذكر له تفاصيل عما جرى بينه وبين أبيه .

وهي من الأمور الجليلة التي لا يعقلها طفل عمره سنتان أو ثلاثة ، بل يحتاج إلى وعي كامل ، ومعرفة وتدبر للأمور . ثم أخبر محمد سليما أيضا بأنه أتى أمير المؤمنين ( ع ) فحدثه بما

- ص 148 -


سمعه من أبيه ، وبما حدثه به ابن عمر عن أبيه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : " قد حدثني عما قاله هؤلاء الخمسة ( 1 ) من هو أصدق منك ومن ابن عمر ، يريد عليه السلام بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله قبل موته أو بعده بالمنام ، أو أخبره الملك الذي يحدث الأئمة عليهم السلام .

وبعد شهادة محمد بن أبي بكر بمصر التقي سليم بأمير المؤمنين عليه السلام ، وسأله عما أخبره محمد بن أبي بكر ، فقال عليه السلام : " صدق محمد رحمه الله ، أما إنه شهيد حي يرزق " ، ثم قرر عليه السلام كلام محمد بأن أوصياءه كلهم محدثون ( 2 ) " .

أما تفاصيل ما جرى بين محمد وبين أبيه عند موت أبيه فهو في كتاب سليم بن قيس نفسه ( 3 ) فليراجعه من أراد . .

ونقول : قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي رحمه الله وهو العالم المتبحر والعلم الفذ : " هذا الخبر أحد الأمور التي صارت سببا للقدح في كتاب

( 1 ) الخمسة هؤلاء هم : معاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبو عبيدة ، وعمر ، وأبو بكر ، وهم الذين كتبوا الصحيفة التي تعاقدوا فيها على إبعاد الأمر عن علي ( ع ) .
( 2 ) راجع : مقدمة كتاب سليم للشيخ محمد باقر الأنصاري الخوئيني . ج 1 ص 187 و 188 . و ج 2 ص 816 - 824 .
( 3 ) راجع : كتاب سليم بن قيس ، ج 2 ص 821 - 823 . تحقيق الشيخ محمد باقر الأنصاري الخوئيني . ( * ) .

- ص 149 -


سليم ، لأن محمدا ولد في حجة الوداع - كما ورد في أخبار الخاصة والعامة - فكان له عند موت أبيه سنتان وأشهر ، فكيف كان يمكنه والتكلم بتلك الكلمات ، وتذكر تلك الحكايات ؟ ! ولعله مما صحف فيه النساخ أو الرواة . أو يقال : إن ذلك كان من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ظهر فيه .

وقال بعض الأفاضل : رأيت فيما وصل إلي من نسخة هذا الكتاب : أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند موته .

والحق أن بمثل هذا لا يمكن القدح في كتاب معروف بين المحدثين ، اعتمد عليه أمثال الكليني ، والصدوق ، وغيرهما من القدماء ، وأكثر أخباره مطابقة لما روي بالأسانيد الصحيحة في الأصول المعتبرة . وقل كتاب من الأصول المتداولة يخلو عن مثل ذلك ( 1 ) " .

يضاف إلى ما ذكره العلامة المجلسي النقاط التالية :

1 - إن الشيخ محمد باقر الزنجاني يقول : " إن الصفار ، والصدوق ، والشيخ المفيد ، وإبراهيم بن محمد الثقفي قبلهم حكوا هذا الحديث بعينه بالإسناد إلى سليم من غير طريق كتابه ( 2 ) " .

( 1 ) البحار : ج 30 ص 133 و 134 .
( 2 ) راجع : بصائر الدرجات : ص 372 ، ، وعلل الشرائع : ج 1 ص 182 ، ، والاختصاص : ص 324 . والكافية في إبطال توبة الخاطئة للشيخ المفيد على ما رواه عنه المجلسي في البحار ( طبع قديم ) : ج 8 ص 199 والغارات للثقفي : ح 1 ص 326 .

- ص 150 -


2 - قد روي بعض ما ورد في هذا الحديث في كتب أخرى ، مثل : تقريب المعارف للفقيه الجليل الشيخ أبي الصلاح ، والأمالي لأستاذه الشيخ المفيد ، والكافية في إبطال توبة الخاطئة للمفيد أيضا ، ومدينة المعاجز للعلامة المقدس السيد هاشم البحراني عن ابن عباس وكعب الأحبار ( 1 ) .

وقضية تكلم محمد بن أبي بكر مع أبيه حين الموت ذكرها كل من العماد الطبري في كتابه : كامل بهائي ( 2 ) والغزالي في سر العالمين ، وابن الجوزي في تذكرة الخواص ( 3 ) .

3 - بقي أن نشير إلى أن ما ذكر عن مقدار عمر محمد بن أبي بكر حينئذ ليس هو الكلام النهائي فيه ، فقد ذكروا أنه كان له من العمر حين وفاة أبيه حوالي خمس سنوات ، إن كان قد ولد في سنة ثمان ، أو أربع سنوات ، إن كانت ولادته في حجة الوداع سنة تسع للهجرة ، فلعل هذا الطفل كان من النوابغ . واحتمل العلامة المجلسي أن تكون هذه معجزة أظهرها الله سبحانه لأمير المؤمنين عليه السلام ( 4 ) .

لمتبعة الموضوع اضغط على الصفحة التالية أدناه

( 1 ) راجع : مقدمة كتاب سليم بن قيس للأنصاري الخوئيني : ج 1 ص 191 و 192 .
( 2 ) كامل بهائي : ج 2 ص 129 . الفصل الخامس ، وعنه في مقدمة كتاب سليم للأنصاري الخوئيني ، ج 1 ص 194 .
( 3 ) راجع : مقدمة كتاب سليم للأنصاري الخوئيني ، ج 1 ص 194 ، وفي هامشه عن : استقصاء الأفهام : ج 1 ص 514 ، وعن كشف الحجب : ص 445 وتذكرة الخواص ص 62 .
( 4 ) راجع : مقدمة كتاب سليم : ج 1 ص 91 / 196 . ( * )

جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى