alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المفيد لم يذكر ما ذكره الطوسي

اذهب الى الأسفل

المفيد لم يذكر ما ذكره الطوسي Empty المفيد لم يذكر ما ذكره الطوسي

مُساهمة  جند المرجعية الثلاثاء يونيو 01, 2010 1:14 am

مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي - ص 171



المفيد لم يذكر ما ذكره الطوسي :

يقول البعض : " إذا كان الشيخ الطوسي ينقل اتفاق الشيعة على ضرب وإسقاط جنين الزهراء ، فإن الشيخ المفيد الرجل الشيعي الصلب في حجاجه مع مخالفيه في المذهب معاصر للطوسي ، وهو لم يذكر في كتبه ما عدا الاختصاص - الذي يشك في نسبته إليه - قضية كسر الضلع وغيرها مما يقال في هذا المجال أبدا " .

ويزيد هذا البعض فيقول : " لقد تتبعت الموارد التي ذكرت فيها الزهراء في كتبه - أي في كتب الشيخ المفيد - فلم أجد حديثا عن كسر الضلع ، وإسقاط الجنين ، ونحو ذلك . . ولا أدري إذا كان تتبعي دقيقا " .

والجواب : إننا قبل كل شئ نود أن نسجل هنا الملاحظة التالية : وهي : أن هذا البعض يصر هنا على التصريح بكسر الضلع مع أن نقضه لكلام الطوسي بكلام المفيد في عبارته الأولى ، يدل على أنه بصدد إنكار كل ما ذكره الطوسي من ضرب الزهراء وإسقاط المحسن .

ولم يتحدث الطوسي عن كسر الضلع في تقريره للاجماع ، وتقريره لتضافر الروايات به : فما المبرر لإقحام كسر الضلع في هذا المورد ؟ ! .

- ص 172 -


وبعد هذه الملاحظة نقول : إن الشيخ المفيد قد ذكر مظلومية الزهراء ، وكثيرا مما جرى عليها في كتبه . وفي مجال مناقشة ما قاله ذلك البعض حول هذا الأمر نقول :

أولا : لم نفهم المقصود بالأمور التي أشار إليها هذا المتحدث بكلمة " وغيرها " التي عطفها على " كسر الضلع " فهل المقصود هو ضربها عليها السلام ؟ أو إسقاط جنينها ؟ أو إحراق بيتها ، حتى أخذت النار في خشب الباب ؟ !

ثانيا : إن عدم ذكر المفيد لشئ من ذلك في كتبه - لو سلمنا صحته - لا يدل على أنه ينكره ، لأن السكوت وعدم ذكر شئ لا يدل على إنكاره من الأساس . بل قد قلنا : إن تقرير الطوسي الذي هو تلميذ المفيد ، للإجماع ، وإرساله ذلك إرسال المسلمات ، يدل على أن أستاذه كان على رأس القائلين به ، والمتحمسين له ، إذ لا يصح من الشيخ الطوسي ذكر هذا الأمر بهذا الجزم والحزم والوضوح التام ، إذا كان أحد أساتذته الذين لا يشك أحد ، من موافقيه ومخالفيه ، في تضلعه في هذه القضايا يخالف في هذا الأمر وينكر وجود الإجماع من الأساس .

أما إذا كان هذا الأستاذ - الذي هو المفيد بالذات - يقول بأن أفرادا قليلين قد قالوا بهذا القول ، فإن القضية - أعني دعوى الإجماع - تصبح أكثر إشكالا ، لأن دعوى الطوسي للإجماع في هذه الحالة . . ، ستكون من أوضح مصاديق الكذب والافتراء منه على شيوخ المذهب ورموزه ، والطوسي أجل من أن يتوهم في حقه ذلك .

ثالثا : إن المفيد حين يريد أن يخاطب الشيعة ، ويؤلف كتابا لهذه

- ص 173 -


الطائفة ، فإنه لا يتوانى عن الجهر والتصريح بتفاصيل ما جرى على الصديقة الطاهرة عليها السلام .

فقد روى في " الاختصاص " ، عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : إن أبا بكر كتب للسيدة الزهراء عليها السلام كتابا برد فدك ، فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر . فقال : يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك . فقال : هلميه إلي . فأبت أن تدفعه إليه ، فرفسها برجله ، وكانت حاملة بابن اسمه " المحسن " فأسقطت المحسن من بطنها ، ثم لطمها ، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ( 1 ) .

ثم أخذ الكتاب فخرقه . فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ، ثم قبضت ( 2 ) .

وروى أيضا رحمه الله في ذلك الكتاب - أعني الاختصاص - رواية ثانية ذكرت : أن " الثاني " قد ضرب الباب برجله فكسره ، وأنه رفس فاطمة برجله ، فأسقطت المحسن ( 3 ) .

( 1 ) نقفت : كسرت .
( 2 ) الاختصاص : ص 185 والبحار : ج 29 ص 192 .
( 3 ) راجع الاختصاص : ص 344 . والبحار : ج 29 ص 192 ، و ج 28 ص 227 و ج 7 ص 270 . ( * )

- ص 174 -


وروى أيضا حديثا آخر في الكتاب نفسه ، جاء فيه : عن أبي عبد الله ( ع ) قوله : " وقاتل أمير المؤمنين ، وقاتل فاطمة ، وقاتل المحسن ، وقاتل الحسن والحسين " ( 1 ) .

وأما عن صحة نسبة كتاب الاختصاص للشيخ المفيد ، فقد قلنا في الإجابة على سؤال يأتي : إن التشكيك في صحة نسبته للشيخ المفيد في غير محله ، وبلا مبرر مقبول أو معقول ، وقلنا أيضا : إنه يظهر أن المفيد قد اختار هذا الكتاب من كتاب الاختصاص ، لابن عمران ، وبناء على هذا يصبح اختياره رحمه الله لهذا الحديث بالذات ، لأجل مزية رآها فيه رجحته على غيره .

رابعا : قد تحدث الشيخ المفيد رحمه الله عما جرى على الزهراء في أكثر من مورد في كتبه الأخرى أيضا .

فلاحظ ما يلي :
1 - قال الكنجي الشافعي عن الشيخ المفيد رحمه الله : " إنه قد زاد على الجمهور : إن فاطمة عليها السلام أسقطت بعد النبي ذكرا ، وكان سماه رسول الله ( ص ) محسنا ، وهذا شئ لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة ( 2 ) " .

فالكنجي إذن ، ينسب القول بإسقاط المحسن إلى المفيد رحمه الله بالذات ، إلا أن يكون مراده الإشارة إلى نفس ما ذكره رحمه الله في الإرشاد . مع الاحتمال القوي بأن يكون قد أشار إلى ما ورد في

( 1 ) الاختصاص : ص 344 ، وكامل الزيارات : ص 327 بسند آخر ، والبحار : ج 7 ص 270 و ج 8 ص 213 . ونقل أيضا عن بصائر الدرجات للصفار .
( 2 ) كفاية الطالب : ص 413 . ( * )

- ص 175 -


الاختصاص .

غير أننا نقول للكنجي هنا : إن مراجعة بسيطة للنصوص المنقولة عن أهل النقل ، تظهر أن كثيرين غير ابن قتيبة قد نقلوا ذلك أيضا ، وسنذكر إن شاء الله شطرا كبيرا من هذه النصوص في بعض فصول الكتاب .

2 - لقد ذكر الشيخ المفيد في كتابه " المقنعة " الذي هو كتاب في الفقه الشيعي ، وكذا في كتاب " المزار " زيارة الصديقة الطاهرة ، التي تنص على أنها عليها السلام قد كانت شهيدة ، فقد جاء فيها : " السلام عليك أيتها البتول الشهيدة الطاهرة " ( 1 ) . فهل هناك من سبب لاستشهادها عليها السلام سوى ما جرى عليها من هؤلاء القوم ؟ فهل استشهدت عليها السلام بمرض ألم بها ! ! أم بحادث عرض لها ، كسقوطها عن سطح منزلها ! ! أو أنها تعرضت لحادث اغتيال من مجهول ؟ ! ! وستأتي النصوص التي أوردها المفيد رحمه الله ، في مواضعها في قسم النصوص إن شاء الله .

3 - قد ذكر المفيد قدس الله سره الشريف محاولات إحراق بيت الزهراء في كتابه " الأمالي " : عن الجعابي ، عن العباس بن المغيرة ، عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن سعيد بن عفير ، عن ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن أبي هلال ، عن مروان بن عثمان ، قال : " لما بايع الناس أبا بكر دخل علي عليه السلام والزبير ، والمقداد ، بيت فاطمة عليها السلام ، وأبوا أن يخرجوا . فقال عمر بن الخطاب : أضرموا

( 1 ) المقنعة : ص 459 ، وراجع البحار : ج 97 ص 195 . والبلد الأمين : ص 198 . ( * )

- ص 176 -


عليهم البيت نارا ، فخرج الزبير ، ومعه سيفه . . إلى أن قال : وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام نحو العالية ، فلقيه ثابت بن قيس بن شماس ، فقال ما شأنك يا أبا الحسن ؟ ! . فقال : أرادوا أن يحرقوا علي بيتي ، وأبو بكر على المنبر يبايع له ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره الخ . . . فقال له ثابت : لا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك . فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة ، فإذا فاطمة عليها السلام واقفة على بابها ، وقد خلت دارها من أحد من القوم ، وهي تقول : لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم ، تركتم رسول صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ، وصنعتم بنا ما صنعتم ، ولم تروا لنا حقا ( 1 ) " .

وهذا الحديث صريح بمحاولة اقتحام البيت ، وبأنهم قد اعتدوا على أهله ، وذلك لقوله ( ع ) : " وأبو بكر على المنبر يبايع له ، ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره " ، فقد كان هناك هجوم يحتاج إلى دفع ، واعتداء يحتاج إلى إنكار . كما أن التعبير ب‍ " أرادوا أن يحرقوا " يستبطن أنهم قد بذلوا المحاولة ، وجمعوا الحطب مثلا .

خصوصا مع قوله عن أبي بكر : " لا يدفع ذلك ولا ينكره " ، أي لا ينكر ولا يدفع ما أرادوا أن يفعلوه من إحراق بيته . إذن فلم تكن القضية مجرد تهديد بالقول . ويؤيد ذلك أيضا أنه قال : " أرادوا " حيث لم يقل : " هددوا

( 1 ) الأمالي للمفيد : ص 59 / 50 . ( * )

- ص 177 -


بإحراق بيتي " .

كما أن هذه الرواية صريحة في أن البيت الذي هم بصدد مهاجمته قد كان في داخل المسجد ، في مقابل منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، حيث كان أبو بكر جالسا على المنبر يبايع له هناك ، بعد أن عاد من السقيفة مع أصحابه يزفونه إلى المسجد ، ويجبرون الناس على البيعة له ، ثم جرى أمامه ما جرى ولم يدفع ذلك ولم ينكره .

ومن الواضح : أن قبر رسول الله ( ص ) قد كان في بيت فاطمة لا في بيت عائشة كما حققناه ( 1 ) ، فلم يراعوا حرمة القبر ، ولا المسجد ، ولا البيت ، ولا الزهراء .

4 - وقال المفيد أيضا في كتاب الجمل : " لما اجتمع من اجتمع إلى دار فاطمة عليها السلام ، من بني هاشم ، وغيرهم ، للتحير على أبي بكر ، وإظهار الخلاف عليه ، أنفذ عمر بن الخطاب قنفذا ، وقال له : أخرجهم من البيت ، فإن خرجوا ، وإلا فاجمع الأحطاب على بابه ، وأعلمهم : أنهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم نارا .

ثم قام بنفسه في جماعة منهم المغيرة بن شعبة الثقفي ، وسالم مولى أبي حذيفة ، حتى صاروا إلى باب علي عليه السلام ، فنادى : يا فاطمة بنت رسول الله ، أخرجي من اعتصم ببيتك ليبايع ، ويدخل فيما دخل فيه المسلمون ، وإلا - والله - أضرمت عليهم نارا ( 2 ) ، في حديث مشهور " .

وقد تقدم ما ذكره رحمه الله في كتاب الإرشاد ، فلا داعي للإعادة . => لمتابعة الموضوع اضغط على الصفحة التالية أدناه

( 1 ) راجع : كتابنا دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام : ج 1 ص 169 . البحث الذي هو بعنوان : أين دفن النبي ، في بيت عائشة أم في بيت فاطمة ( ع ) .
( 2 ) الجمل : ط جديد ، ص 117 و 118 . ( * )

جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى