alzahra2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي14

اذهب الى الأسفل

محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي14 Empty محاظرات سماحة السيد هاشم الهاشمي14

مُساهمة  جند المرجعية الجمعة يوليو 30, 2010 10:16 am

ما بين يديك أخي العزيز وأختي الفاضلة النص المقارب لما تم بثه على قناة الأنوار الفضائية في شهر جمادى الأولى 1428هـ وما بعده بمناسبة شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام ضمن برنامج "الصديقة الشهيدة" الذي بلغت حلقاته 15 حلقة تتناول سيرة الزهراء (ع) مما قبل الميلاد إلى ما بعد الاستشهاد وهذا ما جاء في الحلقة الرابعة عشر وعنوانها:الزهراء (ع) من شهادة النبي (ص) إلى شهادتها - القسم الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين من الأولين والآخرين.
كان الحديث في الحلقة الماضية عن بعض معالم الفترة الممتدة ما بين شهادة النبي (ص) وشهادة الزهراء (ع)، وقد أشرت إلى ثلاثة منها، وهي حزنها على رسول الله (ص)، والتضييق عليها في إظهار الحزن على أبيها مما ألجأها إلى الخروج إلى مقابر الشهداء في أحد، ونزول جبرائيل تسلية لها مما أدى إلى تدوين مصحف فاطمة، وفي هذه الحلقة سأواصل الحديث عن بقية معالم هذه الفترة من سيرة الزهراء المرضية عليها السلام.

رابعا: مطالبة حقها في فدك

روى البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق في باب غزوة خيبر بإسناده عن عائشة أن فاطمة (ع) بنت النبي (ص) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله (ص) قال: «لا نورث ما تركنا صدقة، ....... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة (ع) منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، ..... فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها علي».
حياة الزهراء (ع) وإيثارها وتحملها مرارة الدنيا يكشف أن الزهراء (ع) لم تكن طامعة في مال أو دنيا ولكنها أرادت بمطالبتها تثبيت أمرين:
الأول: أن هذا من حقوقها الثابتة وفق ما جاء به القرآن الكريم، وعجبا من قوم يقولون حسبنا كتاب الله ثم يتركون القرآن متشبثين بحديث لم يأت به غيرهم، وأرادت أن تثبت أن غضبها لايكون إلا لله سبحانه وتعالى، فلايمكن أن تغضب على أحد وتكون قد ظلمته في غضبها لأن مثل هذا الغضب لن يكون لله سبحانه وتعالى، وقد قال النبي (ص) في حقها:
«إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك» ، وقد اعترف الهيثمي بأن هذا الحديث حسن. (مجمع الزوائد ج9 ص203)
الثاني: أن تجعل ذلك مقدمة لتثبيت حق أمير المؤمنين (ع) في الخلافة، وهذا ما يفسر ما روي عن الإمام الكاظم في تحديد فدك بالأرض التي كانت تحت سيطرة الخليفة العباسي. (عوالم سيدة النساء ص433)

خامسا: الدفاع عن حق أمير المؤمنين (ع)

ومع كل أحزانها على رسول الله (ص) فقد كان أمير المؤمنين (ع) هو شغلها الشاغل، حتى وهي في أشد حالاتها صعوبة ومرضا، وقد روي العلامة المجلسي عن كتاب مصباح الأنوار للشيخ هاشم بن محمد عن الإمام الصادق (ع)، عن آبائه (ع):
«لما حضرت فاطمة الوفاة بكت، فقال لها أمير المؤمنين (ع): يا سيدتي ما يبكيك؟ قالت: أبكي لما تلقى من بعدي، فقال لها: لا تبكي فوالله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله». (بحار الأنوار ج43 ص218 ح49)
وكما كان شخص أمير المؤمنين (ع) ما يشغل فكرها وبالها، فقد كان حق أمير المؤمنين (ع) في الخلافة همها الأول، وتجلى هذا الهم في مواقف عديدة، أسجل هنا أبرزها:
الأول: طوافها على بيوت المهاجرين والأنصار.
ينقل سلمان الفارسي ما فعله أمير المؤمنين (ع) بعد الانتهاء من دفن النبي (ص)، فقال:
«فلما أن كان الليل حمل علي (ع) فاطمة (ع) على حمار وأخذ بيدي الحسن والحسين (ع)، فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتاه في منزله فذكرهم حقه ودعاهم إلى نصرته».
ويذكر سلمان الفارسي أن أمير المؤمنين (ع) فعل ذلك ثلاثة ليال متوالية، فلما لم يجد سوى أربعة أنصار فقط لزم بيته وأقبل على جمع القرآن وتأليفه. (كتاب سليم بن قيس ج2 ص580)
الثاني: حديثها عند قبر عمها حمزة.
يروي الخزاز القمي عن محمود بن لبيد« أنه رأى فاطمة الزهراء (ع) عند قبر عمها حمزة بن عبد المطلب فسألها وقال: يا سيّدتي إنّي سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري؟ قالت: سل، قلت: هل نصّ رسول الله (ص) قبل وفاته على عليّ بالإمامة؟ قالت: واعجباه، أنسيتم يوم غدير خم؟ قلت: قد كان ذلك، ولكن أخبريني بما أسرّ إليك.
قالت: أُشهد الله تعالى لقد سمعته يقول: علي خير من أُخلّفه فيكم، وهو الإمام والخليفة بعدي، وسبطاي وتسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، ولئن خالفتموهم، ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة.
قلت: يا سيّدتي فما باله قعد عن حقّه؟
قالت: يا أبا عمر لقد قال رسول الله (ص): مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتى ولا تأتي – أو قالت: مثل عليّ -.
ثمّ قالت: أما والله لو تركوا الحقّ على أهله واتبعوا عترة نبيّه، لما اختلف في الله تعالى اثنان، ولورثها سلف عن سلف، وخلف بعد خلف، حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين، ولكن قدّموا من أخرّه الله، وأخّروا من قدّمه الله، حتى إذا أُلحد المبعوث وأُودع الجدث المحدوث، اختاروا بشهوتهم وعملوا بآرائهم، تبّاً لهم أو لم يسمعوا الله يقول: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾( القصص/68) بل قد سمعوا، ولكنّهم كما قال الله سبحانه:﴿ فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ (الحج/46) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم، ونسوا آجالهم، فتعساً لهم وأضلّ أعمالهم، أعوذ بك يا ربّ من الحور بعد الكور».
(كفاية الأثر ص198، والحور بفتح الحاء وسكون الواو: النقصان، والكور بفتح الحاء وسكون الواو: الزيادة، وفي بعض النسخ: الجور)
الثالث: حديثها مع أم سلمة.
ينقل ابن شهرآشوب المازندراني أن أم سلمة زوجة النبي (ص) دخلت على «الزهراء (ع) فسألتها: كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله؟ فأجابت:
أصبحت بين كمد وكرب، فقد النبي (ص) وظلم الوصي، هتك والله حجابه، أصبحت إمامته مقتصة على غير ما شرع الله في التنزيل، وسنها النبي (ص) في التأويل، ولكنها أحقاد بدرية وترات أحدية، ...الخ». (مناقب آل أبي طالب ج2 ص49، عنه البحار ج43 ص156 ح5)
الرابع: حديثها مع نساء المهاجرين والأنصار:
روى الشيخ الصدوق بسنده عن عبدالله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين (ع)، قالت:« لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله (ص) وغلبها، اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار، فقلن لها: يا بنت رسول الله، كيف أصبحت عن علتك؟ فقالت (ع): أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم........، ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الوحي الأمين، والطبين (بتشديد الباء، صيغة مبالغة أي كثير الفطنة) بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي الحسن، نقموا والله منه نكير سيفه، وشدة وطئه، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله عز وجل.
.....، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث، إلى أي سناد استندوا، وبأي عروة تمسكوا، استبدلوا الذنابى والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون".
وكان وقع هذه الكلمات شديدا في بيوت أهل المدينة، تم تناقله فبلغ مسامع الرجال، فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين، وقالوا:
يا سيدة النساء، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد، ونحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره.
فقالت: إليكم عني، فلا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم». (معاني الأخبار ص354 ح1)
الخامس: خطبتها في مسجد النبي (ص).
ومما قالته في خطبتها وهي تبين حال المنقلبين على أعقابهم:
«وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكفون (تنتظرون) الأخبار (أي السيء منها)، وتنكصون عند النزال، وتفرون من القتال، فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة (حقد) النفاق، وسمل (بلي وأخلق) جلباب الدين، ونطق كاظم (ساكت) الغاوين، ونبغ خامل الأقلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه (مخبئه) هاتفا بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحشمكم (أغضبكم) فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين».
وقد قالت الفقرة السابقة بعد مدحها لأمير المؤمنين (ع) في تضحياته وجهاده، وفي ذلك دلالة واضحة على أن البعض كان قد بيت النية للانقلاب على حقه صلوات الله عليه.

سادسا: الاعتداء على الزهراء (ع)

إن مجموع مواقف الزهراء (ع) السابقة وخصوصا العلنية منها كطوافها على بيوت المهاجرين والأنصار أو حديثها مع نسائهم يدل على أن الزهراء (ع) كانت في صميم المعركة، معركة النزاع في أمر الخلافة، وهو ما يفسر القسوة المفرطة التي استعملت ضدها عند الهجوم على بيتها، وينقض دعوى من يقول: "إن القوم أرادوا عليا، وليس لهم شأن بفاطمة"، بل كان لهم كل الشأن والقصد لإيذائها.
مسألة الهجوم على بيت فاطمة من قبل المنقلبين على الأعقاب مما روته مصادر الفريقين، وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف بسند صحيح عن محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن المنقلبين قد هددوا الزهراء (ع) بإحراق بيتها. (المصنف ج7 ص432 ح37045)
يقول العلامة المجلسي تعليقا على حديث: «فاطمة صديقة شهيدة »الذي رواه الكليني بسند صحيح عن الإمام الكاظم (ع):
"ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة صلوات الله عليها كانت شهيدة، وهو من المتواترات" (مرآة العقول ج5 ص318)، ولايمكن لمنصف عارف بمعنى التواتر الإجمالي أن يقبل بالتواتر الإجمالي في أصل التهديد ولايقبل بالتواتر الإجمالي في الاعتداء عليها بالضرب المؤدي إلى شهادتها.
وقد روى ابن جرير الطبري الإمامي بسند معتبر عند جمع من علمائنا عن الإمام الصادق (ع) قال:
«وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره وأسقطت محسنا، ومرضت من ذلك مرضا شديد». (دلائل الإمامة ص134 ح43)
لقد نقلت الروايات عن أنواع متعددة من الاعتداء في حق الزهراء (ع) من ضربة على الوجه، وضربة بالسياط وضربة بنعل السيف، وكسر للضلع وإسقاط للجنين الذي سماه رسول الله محسنا، وهذه الروايات تعضد بعضها في إثبات حجم الاعتداء على الزهراء (ع).
وهنا يعقد الحسن بن عماد الطبري وهو من علماء الإمامية في القرن السابع الهجري وكان حيا سنة 701هـ في كتابه "تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار" وهو كتاب ألفه بالفارسية تم تعريبه أخيرا، يعقد مقارنة بين كيف تعامل بعض اليهود مع مريم ابنة عمران وكيف تعامل بعض من يدعي الانتساب إلى أمة النبي (ص) مع فاطمة الزهراء (ع)، فقال:
ولقد اختصم اليهود أيهم يكفل ابنة عمران زعيمهم، واختصمت أمة محمد (ع) على قتل ابنة زعيمهم، فكانوا هناك ﴿ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ﴾ (آل عمران/44)، وكانوا هنا يلقون: أيهم يقتل فاطمة وعليا والحسن والحسين (ع). (تحفة الأبرار ص171)
وأما ما أثير أخيرا من شبهات في مسألة الاعتداء على الزهراء (ع) فقد بين ضعفها العلامة الشيخ محمد حسن المظفر في كتابه دلائل الصدق ضمن رده على ابن روزبهان.

وسكنت أنفاس الزهراء (ع)

وبعد ما أصاب الزهراء (ع) من المرض والعلة ما أصابها كان أمير المؤمنين يمرضها، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس على استسرار من ذلك، ومن جملة ما لفت بالي فيما يرتبط بالأيام الأخيرة من حياتها أمران:
الأول: حرصها على أمر سترها بعد الوفاة
وكما كانت عند ولادتها قد لفت بخرقتين، واحدة لبدنها والآخر لرأسها، فإنها قرب وفاتها كانت حريصة على مزيد من الستر في شأنها، فبالرغم من أنها كانت تعلم بقلة من سيحضر جنازتها من الرجال، وبالرغم من أنها كانت تعلم أن تشييعها سيكون في الليل مما يساعد في خفاء معالم البدن، وبالرغم من أن المرض كان قد أخذ من جسدها مأخذه مما سيخفي معالمه فإن الزهراء (ع) أول امرأة جعلت فكرة النعش الذي يستر بدن المرأة موضع التنفيذ، وقد روى الشيخ الطوسي عن الإمام الصادق (ع) قال:
«أول نعش أحدث في الإسلام نعش فاطمة، إنها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها، وقالت لأسماء: إني نحلت وذهب لحمي، ألا تجعلين لي شيئا يسترني؟ قالت أسماء: إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئا، أفلا أصنع لك؟ فان أعجبك أصنع لك؟ قالت: نعم، فدعت بسرير فأكبته لوجهه، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه، ثم جللته ثوبا، فقالت: هكذا رأيتهم يصنعون، فقالت: اصنعي لي مثله استريني سترك الله من النار». (تهذيب الأحكام ج1 ص469 ح1540/185)
الثاني: إصرارها على تسجيل الموقف لكل الأجيال القادمة ضد من ظلمها وظلم أمير المؤمنين (ع)، فعندما جاء من ظلمها ليتظاهرا بالاعتذار منها أظهرت غضبها منهما، ولم تكتف بذلك بل أوصت أمير المؤمنين (ع) أن يدفنها ليلا وأن لايشيعها أحد ممن ظلمها، وأن لا يعلم أحدا منهم بقبرها، وكان هذا الشاهد أي خفاء القبر مما لايمكن إنكاره في إثبات غضبها وسخطها على المنقلبين على الأعقاب.
وبالفعل نفذ أمير المؤمنين (ع) وصاياها، وهذا ما تظهره رواية الشيخ الطوسي والمفيد في أماليهما، فقد رويا عن الإمام علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهما السلام قال:
«لما مرضت فاطمة بنت رسول (ص) وصت إلى علي بن أبي طالب (ع) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحدا بمرضها، ففعل ذلك، وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله، على استسرار بذلك ما وصت به، فلما حضرتها الوفاة وصت أميرالمؤمنين (ع) أن يتولى أمرها، ويدفنها ليلا ويعفي قبرها، فتولى ذلك أميرالمؤمنين (ع) ودفنها، وعفى موضع قبرها.
فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله (ص) فقال:
"السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك، وقرة عينك وزائرتك، والبائتة في الثرى ببقتعك، المختار الله لها سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، وضعف عن سيدة النساء تجلدي، إلا أن في التأسي لي بسنتك، والحزن الذي حل بي لفراقك، موضع التعزي، ..... إنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء.
يا رسول الله، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، لايبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي فيها أنت مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج، سرعان ما فرق بيننا، وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتظاهر أمتك علي، وعلى هضمها حقها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين». (أمالي المفيد ص281 ح7 المجلس33، وأمالي الطوسي ص109 المجلس4 ح20)
جند المرجعية
جند المرجعية
Admin

عدد المساهمات : 294
تاريخ التسجيل : 30/05/2010

https://alzahra2.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى